طـــــــــــــــــوبى للغربــــــــــــــــــــــــــــــاء
حَدِيــــــــثُ نَمْلَتَــــــــــينْ
--------------------------------------------
رَصَدَتْ عَيْناهُ الحَيْرَى ذاتَ مَساءٍ صُورَة يَحْسبُهَا لنَمْلٍ ،
إلتّفَ حَوْل أُمّه التي قَرَّت عَيْنّاها لرُؤيَتِه مَرِحًا سَعيدًا،
يَلْهو ويلعب حَوْلها و حَاصَرِها بالأسئلةِ؟!
- لِمَاذَا يَمُوتُ النَمْلَ عَلىٰ الطّريقِ بكلّ هَذِه الأعَدادُ الهَائلةُ يَا أُمّي ؟
- الخَوْفُ، الذُّعْرُ، الْحُزْنُ، المرضُ كلها أسبابٌ
و الْمَوْتُ يا وَلَدي يَأْتي في كُلِّ مَكَاِنٍ و زمان .
و لأن النملَ حِينَ يُوشِك على الموتِ يُفْرزُ رَائحةً
و عَلىٰ النمالِ الأحياءِ التّطهرُ بَعدَ الدّفنِ قَبل أَن تَنْتَقلَ رائِحَةُ العَدویٰ إليه ويُمرضُ و يُدْفَن .
-لَكنَ الصُّورة التي بين يديك يَا وَلَدي لأُنَاس اِلْتَقَطَتها الأَقَمَارُ الاصْطِنَاعيةُ و هي آلاتٌ تَجُوبُ الفَضَاءَ صَنَعَها البشرُ
ولأَنّهُم بِعَيدون ، يُشْبِهُونَ النّملَ فِي صِغرِ حَجْمِه
- إنّهم مَوتىٰ الوَبَاء يَا بُنيّ ؟
وهَلْ سَنلقیٰ يا أُمّي نفَس الجَزاء؟
يا ولدي عَاجِلًا أم آجِلًا سَنمُوت لأَنّها إِرَادةِ اللَّه ولَا شيء يَعْلُو مَشِيئَة اللَّه
لَيْسَ "بالكُوفيد" فَحَسِبْ فقد أُخْبِرُنا تعالى قِصَة من قِصَص الأَسْلاف و سابق الأزمان.
عِنْدَمَا أَرْسَلَ اللَّه "سَيِدُنَا سُلَيْمَان عَليّه السَّلام " الذي شَرفُنَا اللَّه و كْرَمُنا به، يْدعو قَومه لِعبَادة اللَّه تَجَبَرُوا وعَصوا و بَغُوا فِي الأَرضِ
فَدَعَا "سليمان الحكيم وطَلَب مِنَ رَبه" مُلْكًا لا يَنْبَغي لأَحدٍ مِن بَعده؟
فَسَخَرَ اللَّه لَهُ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ والرّيح وكَانَ مِنَ بَيْنَ قَوْمِهُ العُصَاةُ الظَّالِمون والفَسَقةُ
أَرَادُوا أنْ يُنَحُوه عَنْ أَمرِ رَبّه فَسَلَطَ اللَّه عَليهم مِن أَنْفُسهم الشّيطانين والمَرَدة والعَفاريت و كُلّمَا حَارَبُه أُولئِكَ الظَلمة الفُجرة تَجسدتْ شَياطينهم قَبلَ أن تتجسد هيئة الشياطين للبشر , و قتلوا أنفسهم واقتتلوا بأيديهم و مِنْهُمْ مَنْ تَابَ وَ عَادَ و مِنْهُمْ أَعْرَضَ واِسْتَكْبر . و أما يَا وَلَدي مَنْ آمَنَ في مَعيَّةِ اللَّه و حِرزٍ مَنيع منهم .
لذلك كُلّما زَادتْ سَطْوة الظُّلم بَينَ البشرِ واشْتدّ البَطْشِ
سَلَط اللَّه جُنْده عليهم
وما جُنْد الله يا أمي ؟
جُنْد اللَّه يَا وَلدي لا تُحصىٰ ولا تُعد كما النعم
الأوبئة و الحاصِب الصرصر والخَسَف و الصَّيْحَة و الغَرَقِ و لكل أُمَّة عِقاب خَصّها الله به سنتبعها لاحقا
وإذا كانت الأمراض لا تُرى بالعين كالخطايا والشياطين والجِنّة لكنها محسوسة وملموسة لنا
فينبغي أن نتوب ونستغفر ونتطهر و نفرُّ إلی الله و نقتدي بِسُنة رَسُولنا الكريم ونَعتَبِرُ مِنَ مَصَارِع السّابِقين
ـ أنَمُوتُ جَميعًا أُمي ؟ نعم. إلا مَا رَحِمَ رَبّي .
و قد سَألت زَيْنَبُ ابنة جَحْشٍ رضي الله عَنْها رسول الله صلی الله عليه وسلم فقالت:
«أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قال: نعم إذا كَثُرَ الْخَبَثُ»
وفي هذا الزمان والعصر يَصبون النّار والْعَلقم فِي أفواهِ المؤمنين و يوأد الأحياء الموحدون ويهدمون بيوت الله في الشرق و يصدون عن سبيل الله في الغرب ويشردون الأطفال وينتزعون قلب عروبتنا ،كما تنتزع النسور اللحم من الجيف
كل هذا علی مرأی من الأعين , لا ينصرون ولا يُحرك سَاكِن لنجدتهم . يُخيل لهم أنهم أهل علم و تطور و ما فعلهم إلا كفعل الجاهلية الأولی.
المسلمون غُربَاء في ديارهم وأوطانهم لم تعد كلمة توحدهم سوی الأسماء .
لكن الله ليس بغافل عما يفعله الظالمون .فأرسل جُنده لنجدتهم
الله تعالى قال ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾
[الإسراء:5] و ليعتبر أولو الألباب.
ياولدي نسأل الله أن يعفو عنا، وأن لا يؤاخذنا بما كسبت أيدينا، ولا بما فعل السُفهاء ويَمْكرون والله خَير الماكرين.
الحاصِبُ:الريحُ الشديدة تحمل التُّراب والحصباءَ
اِنْخَسَفَتِ الأَرْضُ: خَسَفَتْ، غارَتْ بِما عَلَيْها