طوبى للغرباءِ
(٢) القصة للاطفال
بعدما حرر الهر النبيل أميرة جنيات الفراشات ،وأَزَالَ عنها شباك العنكبوت ، ظل في مكانه يمد لها العون ..
خبأها في فروته ، ثم وَاصَلَ البحث عن قرية الجنيات ..
شعر بالتعب وهو فى طريقه ، فأخرجها حيث كانت مستدفئة ..
- ما رأي صديقتي الأميرة أن نرتاح قليلا .. نحن نسير منذ فترة طويلة ، ثم
قدم لها بعض الماء ،والأعشاب البرية المزهرة و النبق.
- لم لا تأكلين يا صديقتي الأميرة ؟!
كانت الأميرة تفكر في حال قريتها ، وبما حل بها
هل أصابتها الكواسر بسوء ، أم نجت ؟؟
لكن بينها وبين نفسها تفاءلت خيرا .
_ أنا يا صديقي العزيز لا أتناول الطعام ...
- أرتشفتُ بعضا منه كي لا تصاب أجنحتي بالجفاف ..
و شكرته على حسن كرمه .
وفجأة لمحا طائرا وسمعا صراخا
أنجدوني ....
أنجدوني يا أصدقائي ..
- على ما يبدو أنه وقع أسير شباك صياد ..
فقام الهر بقضم خيوط الشبكة وأطلق سراح طائر الزرزور العجيب ذي العين الزرقاء ، ثم حث
الأصدقاء الثلاثة الخطى مبتعدين عن الأنظار ومتوغلين في الضباب شيئا ، فشيئا
داخل أعماق الغابة الكثيفة .
- ما أجمل بذلتك يا صديقي ؟!
- هكذا همس الهر في أذن الزرزور الأبيض
..أكنت مدعوا لحفلة ؟؟
- أجل كنت مدعوا لقفص ذهبي في قصر ملكي
- شكرا جزيلا لأنك حررتني من شِراكهم .
- لقد أضعت صيدهم الثمين .
- هذه أميرة جنيات الفراشات .
- أهلا بك أميرتي ...
في خدمتك دائما وأبدا .
- عفوا ... حياك الله صديقي ..
سار ثلاثتهم بِمُحَاذَاةِ النَّهْرِ إلى أن حاد بهم الطريق إلى واد ضيق ، و وجدوا بيتا خشبيا فوق شجرة الأرز العتيقة ، يتدلى منه سلم متقن مصنوع من الحبال ، تدل على براعة صانعه .
- هذا بيتي لقد وصلنا ...
-رد الهر ذوالفراء الأسود ، وهذا سُلمي وأرجوحتي ، لابد من الحصول على بعض الراحة كي نكمل المسير.
كان بيت الهر غرفتين رأسيتين ،تحوى واحدة منه أريكة و مكتبة قديمة تضم مجموعة من الكتب الخاصة بحياة البشر .. لمحت الجنية الفراشة صندوقا نحاسيا فوق المكتب ، فسبق حديث الهر نظراتها
|- هذا ميراثي و هذا مفتاح داري في البلاد البعيدة
أهدته لي أمي على أمل العودة يوما
وفجأة قاطعهم الزرزور بأغنية صاخبة
كان قد تعلمها على لسان البشر .
- همست الأميرة بهدوء هل تتقن لغة البشر يازرزور ؟!
خبرني عنهم، وعن طباعهم ..
_ البشر مثلنا يا أميرتي الجميلة ، أشكال وأجناس يتحدثون لغات عديدة ، و بطلاقة ،وأنا لا أتحدث لغتهم لكني أقلد بعضاً من كلماتهم ..
وفي زحمة حديثه تثاءب الزرزور، وغط في نوم عميق .
..في الصباح الباكر خرجوا على جناح السرعة .
حتى وصلوا قرية جنيات الفراشات
كانت (الأَكاسيا) قرية جنيات الفراشات .
شجرة عظيمة تمتد إلى أعالى السماء، لكن العناية الإلهية خبأتها عن أعين البشر كي لا يفسدوها .
أورقها كالريش محاطة بأشجار الدراق ومزيج من أشجار الصنوبر والآس و الحور.. متشابكة الأغصان وارفة الظلال، لتخفف من وطأة الرياح الهوجاء ، وعلى مدخل القرية نافورتان مذهبتان تحيط بهما أزهار مختلفة الأشكال والألوان ...
ويتبع