عظيم الشكر والتقدير للشاعر صلاح الأغبري
للمراجعة اللغوية والتدقيق
عن دار النشر الكتب خان | عدد الصفحات 248ط الأولى 2019
التصنيف الأدبي الخيال العلمي
:تنويه للقاریء
الراوي ممثل بشخص بطل الرواية
و الروائي ممثل في شخص د.منير سراج
الكاتب والروائي د.سراج منير
تَوْطِئةٌ
يَعْتقدُ البَعْضُ أنَّ كِتابةَ الرِوايةِ عَملٌ سَهلُ الْمَنَالِ، وأنَّ الرُّؤيةَ القاصرةَ للروايةِ عَلىٰ أنَّها مجردُ قَصَائصَ عجائبيةٍ، رؤيةٌ لا تَتخطَّىٰ حُدودَ التَّصفُحِ والمُطالَعةِ السّريعةِ، كَليلةٌ عن رُؤيةِ القِيمِ وَ الحقِّ و الجمالِ ، فالروايةُ، مجَازيًّا يُمكنُ القولُ إِنَّها ” سيدةُ الأَجناسِ ” كونها جَمَعتْ جُلَّ الأغرَاضِ الشّعريةِ والنثريةِ والمقاصدِ الأدبيةِ، ومَزَجَتْها في بَوتَقةٍ وَاحدةٍ؛ لَكِنَّها تَبقىٰ جِنسًا هجِينًا. فيها يتجلىٰ أسلوُبُ الروائيِّ و يتَّضِحُ للعَيانِ ما حُجبَ عنه، ثراؤهُ اللغويُّ ونقاوتُهُ ، خيالهُ الخصبُ ومَنهِلهُ الثقافيُّ، توجهاتُهُ و رُؤاهُ و زبدةُ فِكَرهِ. رُبَّما يتسنَّى للبعضِ تقديمُ مَادةً حَكائيَّةً، يُطوِّعُ فيها أدَواتِهِ و تِقْنِيَّاتِهِ بِسُهولَةٍ و يُسْرٍ، لكن حِينَ يتعلَّقُ بعملٍ رِوَائيٍّ يَخْتزُنُ التاريخَ البَشريَّ وكَيْنُونَتَهُ وطموحَهُ النَازِحَ نَحْو الاِكْتِشافِ ويُرسِّخُ دَواخلَهُ دَيْمومةَ البقاءِ و عِلّةَ وُجُودِهِ. فاِحتماليَّةُ وجودِ مِثلَ هذا العملِ بوطنِنا العربيِّ تَكَادُ تكونُ مَعْدُومةً، إنْ لَمْ يِكُ مُستحيلًا صَقلَها علی الأقلِّ بِعَملٍ تَأْمُّليٍّ” الخيالِ العلميِّ أو رُعبٍ أو فانتازيا ” بما يتَآلَفُ ويتَّسقُ مَعَ الأُصُوليَّةِ الفكريةِ و الثقافيةِ و طريقةِ مُعَالجةِ قضاياها..
اليومَ ظَفرنا بعملٍ رِوائيٍّ فَريدٍ مِن نَوعِه ، موضوعُهُ استثنائيٌّ، أسلوبُهُ ثريٌّ يَجمعُ بَينَ الأدبيِّ و العلميِّ المتأدِّبِ مُصاغًا بفنِّيَّةٍ عاليةٍ، مُحاطًا برؤىً فَلسفيةٍ وجوهريةٍ عميقةٍ، توليفةٌ وصفيَّةٌ ساحرةٌ تجمعُ بينَ الواقعيةِ السِّحريَّةِ * والرُّومانسيةِ و النِزاليةِ، وأحيانًا نفحاتِ الحسِّ الفكاهيِّ، تُضْفِي أجواءً مِنَ الأُلفةِ والتَّشويقِ وسطَ الأحداثِ المتواتِرةِ والأجواءِ المتوتِّرةِ داخلَ الفضاءِ الرّوائيِّ، بعيدًا عَن زَخمِ الحَياةِ العَصريَّةِ و أَوْزَارِهَا، تَضمُّ جلَّ التِقنياتِ الرِّوائيِّةِ، لا تستطيعُ قَطعَ وشائجِها حَتَّى تبلغَ غَايتَها. بُنْيتُها الرِّوائيةُ شائكةٌ جدًّا، مُترامِيةُ الأطرافِ، ريشةُ فنَّانٍ بَرَعَ فِي رسمِ هَندسةِ الواقعِ المُتخيَّلِ لأحداثهِ وشخوصهِ، بنزعةٍ «ميلودرامية» قائمةٍ عَلىٰ تَكثيفِ المشاعرِ و وصفِ المشاهدِ بِإِسْهابٍ واعٍ، حَتَّىٰ النِقلاتُ النَّوعيَّةُ بينَ اِحْتِدَامِ الشخصياتِ و اِلْتِحَامِها، آسِرةٌ تميلُ لإيهامِ القارِئ بواقعيةِ أحداثِها…مُنذُ فَطَرَ اللّٰهُ الأرضَ ومَنْ عليها وجميعُ المخلوقاتِ، مُنْقادةٌ إلىٰ حُبِّ الفَضولِ و الرَّغبةِ فِي التَّعلُّمِ و اِكتشَافِ ماورائيات الحياةِ وجوهرِها، لٰكِنَّها تقفُ حدودَها قليلةَ الحيلةِ أمامَ قُدرةِ..، وكَأَنَّ هذا المخلوقَ رَهِينُ التساؤلاتِ الوجوديَّةِ أو مُلقًى في غَيْهَبِها! ويَنسىٰ في عِلَّتِها ما يَمْنحُهُ القيمةَ و الهدفَ مِنَ الحياةِ، ولَيْسَ الفضولُ خَصلةً إنسانيةً خَالصةً، ويُؤكِّدُ ذَلِكَ حِوارُ إبليسَ لعنةُ اللهِ عليهُ، حِينَ فزع و الملائكة قال : لِأمْرٍ مَّا خُلقتَ، وقال للملائكة: لا ترهبوا مِن هذا، فإنَّ ربَّكُمْ صَمَدٌ و هذا أجوَفًا، لئن سُلِّطتُ عليهِ لأُهْلِكَنَّهُ. إشارةُ لآدمَ عليهِ السلامُ قَبلَ أنْ ينفخَ اللهُ فيه الروحَ.*إذْ إنَّ الرّقابةَ نَاموسٌ من نوامِيسِ الكَونِ، و سُنَّةٌ كونيَّةٌ، قَرينةُ التَّكليفِ الإلـٰهيِّ، فالرَّقيبُ الأعظمُ اللهُ جلَّ جَلالُهُ ، والملائكةُ من بعدِهِ “رقيبٌ عتيدٌ” شياطينُ الجِنِّ والإنسِ .. مُراقبٌ مِن أُناسٍ تَعلمُها وعَوالمَ تَجهلُها، مِن مُديرِكَ ، نَديمِكَ وغَريمِكَ ، مُنافسِكَ ومؤنسِكَ ، مُراقبٌ مِن مَخلوقاتٍ غَيرَ مرئيَّةٍ تبحثُ عَنْ عَوائلَ بَشريةٍ، حَشراتٍ مُهَجنةٍ، نَتيجةُ عِلَّةٍ في كروموسوم، عَدوى بيولوجية، مَهددٌ مِنْ كَويكباتٍ وأجسامٍ فضائيَّةٍ مجهولةِ الهويَّةِ، مُراقبٌ مِنْ أُناسٍ داخلَ وخارجَ الفضاءِ السيبراني. كائنٌ يقبعُ خَلفَ شَاشَاتِ الحَاسوب، يُخمِّنُ ويَرصدُ ويَتنبَّأُ، ويَستشعِرُ من بُعدٍ زمنيٍّ أو مكانيٍّ، مكامنَ الخَطرِ و بؤرَ التهديدِ، ويُحَاولُ جَاهدًا الحَيْلولةَ دونَ ارتكابِ الجرائمِ أو دونَ معرفتِكَ الحقيقةِ حولك. هُناكَ مَا هُوَ مُسَلَّمٌ بِهِ و مَا هُوَ مَحضُ خَيَالٍ، تَحتَ مظلةِ الخيالِ العلميِّ، كُلُّ التجاربِ الفكريةِ و الوجدانيَّةِ، تتأرجَحُ بينَ المُمْكنِ والمُحَالِ و الوَاقِعِ والخَيَالِ والمُحَتملِ والمُستحيلِ والمحسوسِ والملموسِ، وبعيدًا عن اليقينياتِ الجازِمَةِ، فَإنَّ لِكلِّ عَملٍ خلفيَّاتٍ تاريخيَّةٍ مُستمدةٍ مِنْ التجاربِ الحياتيَّةِ و المعارفِ والتراثِ الإنسانيِّ المكتسبِ. يقولُ أينشتاين : “الخيالُ أَكثرُ أهميةً مِنَ المعرفةِ، فهو يحيطِ بالعالَم”. وعليه فالعلمُ هُوَ صَنيعةُ الخيالِ، والخيالُ أُوْلى لبناتِ التَّفكيرِ العلميِّ والنَّقديِّ.
وآثرْتُ في قراءتِي هذهِ استخدامَ مصطلحِ رِوايــــــــــةِ اللَّاروايـــــــــــــةِ *لأنَّها خَرجتْ عَنِ الأُطُرِ التَّقليديَّةِ النمطيَّةِ والبطلِ التقليديِّ، إلی تجلياتِ المكانِ ورحابتهِ و الَّتِي تُعِدُّ البطلَ الحقيقيَّ فيها. ولايُمكنُ أنْ أدَّعيَ أنِّي وفيتُ القراءةَ بِكُلِّ ما تستحقُّهُ من بحثٍ وتفصيلٍ…
فجزيلُ الشُّكْرِ لـــ «د. ســراج منير» الَّذِي سَمحَ لنا بمشاركةِ إبداعِهِ و تقديمِ إضاءةٍ مُوجزةٍ عليها أو مُستفاضةٍ.العُنوانُ كَسِمةٍ وفَاتحةٍ للنَّصِّ الرِّوائيِّ وأُوْلیٰ عَتباتِ التَّأويلِ..اِعتمدَ الكاتبُ الاسمَ العلميَّ للإنسانِ البدائيِّ «نياندرتال»* وهُمْ جِنسُ «الهومو» ويُؤانِسُهُ عنوانٌ فرعيٌّ وهِيَ « التجربة» و يقصدُ بالتجربةِ: ” الصراعُ مِن أجلِ البقاءِ” ويُعدُّ العنوانُ « نيــــاندرتال» الأداةُ والموضوعُ ولهُ الدَّورُ الرَّئيسيُّ في البناءِ الروائيِّ.
بَرعَ الرِّوائيُّ في إعادةِ تَجسيدِ الرِّوايةِ «الخلق الفني» وإعادتِها وتقديمِها بصورةٍ إبداعيَّةٍ تتماشی معَ روحِ العصرِ وتواكبُ تطورَهُ العلميَّ و التكنولوجي، و في مقاربةٍ تاريخيَّةٍ تُعدُّ الرِّوايةُ مُحاكاةً لرحلةِ هبوطِ سيِّدِنا آدمَ وحواءَ ورحلةً لاختبارِ الحياةِ. وأيٍّ كَانتِ المحاكاةُ فَهِيَ مرجعيَّةٌ تاريخيَّةٌ وتجربةٌ أدبيَّةٌ حَيَّةٌ وأداةٌ فعَّالةٌ تُستخدمُ كوسائلَ تعليميَّةٍ و سُلوكيَّةٍ عِلاجيَّةٍ، يُقالُ : في كُلِّ مِحنةٍ؛ مِنحةٌ، وخيرُ مِنحةٍ إِلٰهيَّةٍ هِي فنُّ إدارةِ الحياةِ. وكَما عُهدَ إلينا كُلَّما تقدمتْ بنا البشريَّةُ و مسيرةُ العلْمِ؛ كُلَّما اكْتَشفنا كمْ كانتِ التقنيَّاتُ والعلومُ في العصورِ القديمةِ أكثرَ تقنيَّةٍ وتقدميَّةٍ مِن يومِنا هذا. وقَدِ استخدَم النيندرتـال في صورٍ مُغايرةٍ وغيرِ مُتوَقِّعةٍ ومعروفةٍ عَنِ الإنسانِ الهمجيِّ الذي يعيشُ على طَرائِدِهِ، وبداوتهِ المعهودةِ والتي يَغلبُ عَليها التَّنقُّلُ والتّرحَالُ.
الشَّخصيـــــــــــــــــــــــــاتُ المحوريَّةُ و الاستهلالُ
يَسْتَهلُّ الكَاتبُ رِوايتَهُ بـ «عُمر» مُلقىٰ علىٰ جَزِيرةٍ مَجْهُولةٍ، و في ظُروفٍ غامضةٍ، ويبدأُ سلسلةً مِنَ الاحتمالاتِ والمُفارقاتِ عَن طبيعةِ المكانِ (فمصرُ) لا تحوي غاباتٍ، هَلْ خُطفَ مِن عصابةِ تُجَّارِ للمخدراتِ انضمَّ لأفردِها و فَقدَ الذاكرةَ، أم مجموعةٌ تريدُ التسليةَ بهِ وألقتْ بِهِ في التَّهلكةِ، أيُّ عالَمٍ مجنونٍ ألقاهُ القدرُ، رُبَّما صَنِيعةُ حلمٍ…؟السِّماتُ النَّفسيَّةُ والاجتماعيَّةُ للشُّخوصِيُوحي اسمُ عمر وهُوَ اسمٌ عربيٌّ علَمٌ مُذكَّرٌ و يوحي بطولِ العُمرِ كنايةً عن سيِّدِنا آدمَ الذي عُمِّرَ طَوِيْلًا و يأخذُ دورَ ” الراوي ” شَابٌّ مِغْوارٌ في طَورِهِ الثَلاثينيِّ، إنسانٌ عَفويٌّ، ضَليعٌ في تشريحِ النَّفسِ البشريَّةِ، باطنيًّا كُتلةٌ بشريَّةٌ متناقضةٌ، و ظاهريًّا أنموذجٌ مألوفٌ يمثِّلُ شريحةً عريضةً مِنَ الشبابِ المصري، أهمُّ ما يميزُها المرونةُ و القدرةُ عَلی التَّكيفِ.
تُلقي الصُّدفُ فِي طريقهِ «شاديةَ» الَّتِي تعني المُنشدةُ، أَعتقدُ مُستمدةً مِنَ الأصولِ الشرقاويةِ للراوي أو الشَّخصيةِ المضادةِ أنموذجا للفتاةِ المصرية (متحفظةٌ وحذرةٌ و حادَّةُ طباعٍ و نكديةٌ ) مُستترةً خلفَ قِناعِ القوةِ والاستقلاليَّةِ الوهميَّةِ، علاقاتُها سطحيةٌ و متوتِّرةٌ، تُعاني ضحالةَ الثقافةِ وتفاهةَ المنطقِ حدَّ وصفِ الرواي لشخصيتِها الفِجَةِ. تبدأُ بعدَها ذروةَ الأحداثِ وتواترَها و مُفارقاتٍ شَتى في عـــــــوالمَ غرائبيةٍ مِنَ السِّحرِ والتَّشويقِ والاثارةِ ودِقَّةِ وروعةِ التفاصيلِ. تدعمُهما شبكةٌ مِنَ العلاقاتِ و الشَّخصياتِ المعاونةِ للشَّخصياتِ الرَّئيسيةِ.
بُنيةُ السَّردِ ( اللُّغةُ و الوصفُ و الحِوارُ ) في الفضاءِ الزَّمكاني.يَشقُّ علينا الفصلُ بينَ التقنياتِ الرِّوائيةِ لأنَّها وَحَداتٌ مُتداخلةٌ و مُتشابكةٌ وجميعُها تُشكِّلُ الإطارَ الحِكائيَّ . ويَتضمَّنُ السَّردُ إعادةَ تفكيكٍ و تنظيمٍ وعرضِ الأحداثِ جُملةً و تفصيلًا ما يُعرفُ بالمونتاج الفنِّي . ويضمُّ السَّردُ في بُنيتهِ الوصفَ والحِوارَ، فالوصفُ عادةً يقومُ على تَشخيصِ الطبيعةِ ( ألوانِها – أشكالِها – روائحِها ـ أصواتِها ) و كذلك حياةِ الانسانِ وعواطفِهِ ويُخفي الوصفُ أيضًا في طياتهِ الحِوارَ الداخليَّ _المُناجاة( مونولوج)_ والَّذِي عادةً ينشأُ بصورةٍ تلقائيِّةٍ أو خارجيَّةٍ بينَ شخصٍ وآخرَ يتجاذبا أطرافَ الحديثِ .
اِعتمدَ الكاتبُ على ثُنائِيَّةِ اللُّغَةِ الفصحیٰ الجزلةِ البليغةِ و في حُدودٍ ضيِّقةٍ لمَحكيَّةٍ مصريةٍ في بعضِ «الكليشيهات» * في قالَبٍ شاعريٍّ اِعتمدَهُ بتقنيَّاتٍ رائعةٍ نُوجِزُها بأمثلةٍ توضيحيَّةٍ: الإخبارِ عنِ الذَّاتِ، خَلقِ هَذا النَّمطِ رَابِطَةٍ رُوحيَّةٍ بينَ الراوي والقارئ، و يُوطِّدُ العلاقةَ كأنَّهُ عِقدٌ مبرمٌ غيرُ مُصرَّحٍ بِهِ، يُضفي نوعًا مِنَ الصدقِ الفنِّيِّ التَّعبيريِّ ويُهيئُ للقارئ الرِّسالةَ والمضمونَ، يرى فِيهِ الصديقَ الَّذِي يُودُعُهُ أدقَّ أسرارِهِ و يطلعُهُ على مكنوناتِهِ، ويفصِحُ لهُ عَنْ رغباتِهِ، ميولِه، أحلامِه، كنوعٍ مِنَ التَّحفيزِ المُتداركِ ويُعزِّزُ بِهِ تركيزَهُ و تذكُّرَهُ بقدرتِهِ على التَّحدي والتَّصدي و المواجهةِ. فالأُسلوبِ الخبريُّ عادةً يَسُوقُ الأخبارَ الماضيةَ ويُبيِّنُ الأحداثَ القادمةَ وما يوكبُاها مِنْ أحداثٍ في أماكنَ أخری ويُذكِّرُها بالسُّنَنِ الكونيَّةِ.
الحوار داخلي
” كُنتُ أجري على غيرِ هُدًى، وقد تقطعتْ أنفاسي وبدأتْ قواي في التَّهاوي، ولكنني لَمْ أكُنْ أملِكُ ترفَ الاختيارِ …” ص 1- مونولوج آخرُ معَ النَّفسِ اتَّخذَ فيهِ الرواي المُسْتفِهمُ والمُجِيبُ، سوفَ يُجيبُني المُفسِّرُ ويقول: “إنَّ هذهِ الذئابَ هي الشهواتُ التي تستهلكُني، ولعقَها للدَّمِ دَليلٌ على أنَّها تستَتْرفُ رُوحي”. شَهوةُ الجسدِ، شهوةُ المالِ، شهوةُ التَّملُّكِ و… و… إلى آخر ذلِكَ”.
على أيِّ حالٍ، سأموتُ الآنَ مِنَ الجُوعِ أو مِنْ نزلةٍ مَعويَّةٍ حادَّةٍ مِنَ الماءِ العطنِ الذي مُلِئتْ بِهِ بطني، وسَيفتقدُ العالَمُ تاجرَ مخدراتٍ كبيرًا مِثلي. حِوارٌ معَ النَّفسِ غَلَبتْ علِيهِ النَّظرةُ التَّشاؤميَّةُ لكنَّها كُتِبتْ بِطريقةٍ تمرُّديَّةٍ على الذَّاتِ والواقعِ.
حِوارٌ خارِجيٌّ قالَ بعربيَّةٍ فصيحةٍ: “العزيزُ عُمرُ، العزيزةُ شاديةُ، مرحبًا بِكما في الجزيرةِ الرابعةِ مِنَ الأرخبيلِ الهلاليِّ. لَا تُرهِقا نفسَيْكُما بمحاولةِ تذكُّرِ كَيفَ جِئتما إلى هُنا …” ص 31
مُتتالياتٌ وصفيَّةٌ تُوحي بِتجسيدِ الواقعِ المُفترَضِ ويلتَمِسُها القارِئُ بسهولةٍ ويُسرٍ.
“ رَأْسِي كَادَ يَنْفَجرُ وأنا أجلسُ عَلى الفرعِ أراقبُ الذئابَ بالأسفلِ، بِنُباحِها الذي يجعلُني أقولُ إنَّها كلابٌ، وأعودُ أتذكَّرُ عواءَها فأقولُ ذئابٌ “ .| فرع ـ شجرة| ذئاب -كلاب | نباح – عواء|| صوت …الخالحبكةُ الرِّوائيَّةِ هِي حبكةٌ مُفككةٌ، لا تسيرُ في مسارٍ زَمنيٍّ واحِدٍ، مُضافٌ إليها الاستحضارُ أو زَمنٌ مُقتطعٌ.
(حبكــةُ التَّجربةِ)* وهِيَ حبكةٌ تَعرِضُ البطلَ في ظروفٍ غامضةٍ مِنْ دونِ أنْ يعرفُ القارئُ إنْ كانَ البطلُ سيتمكَّنُ مِنَ المُقاومةِ أمْ سيضطرُّ للتَّخلِّي عَنْ مبادِئهِ وعادةً ما يحصلُ الخيارُ الأوَّلُ *
أَهمُّ ملامحِ الحبكةِ في نيــــــــــــــــــــــــاندرتال- روايــــــــــة اللاروايـــــــــــــة*
الفصــــــــــــــــــــــــام الروائي : The schizophreniat novelistولا أقصدُ هنا الحالةَ المرضيةَ غير السَّويَّةِ بلِ الحالةَ الإبداعيَّةَ، التَّلاعُبَ بتعاقبِ الأحداثِ. وهُوَ خَلقُ أدوارٍ رِوائيَّةٍ ومكانيَّةٍ مُزدوجةٍ أضفىٰ هذا النوعُ الغرائبيُّ مِنَ التقنياتِ، نوع من سِحر الغموض والتشويق وأعَطىٰ للرِّوايةِ خاصِّيَّةَ الاِتِّسَاعِ والامتدادِ كما أنَّ تعليقَ المُشاهدِ بينَ الحِينِ والآخرِ يجعلُ القارئَ في حَالةٍ مِنَ الصَّدمةِ تُفقدُهُ التَّوازنَ ويخرجُه مِنْ حَيِّزِ التَّوقُّعِ للدَّهشةِ واللَّامتوقعِ.
الاسترجاعُ الفنِّيُّ flashback :اِسْتحضارُ حدثٍ أو مشهدٍ سابقٍ
استرجاعٌ خارجيٌّ يعودُ إلى ما قَبلُ بدايةِ الرِّوايةِ. ” هَذا الذئبُ القصيرُ هُوَ سعد النصاب”. الذي أخذَ مِنِّي تحويشةَ خمسِ سنواتٍ وأرسلَنِي للإمارات؛ حيثُ اكتشفتُ أنَّ عَقدَ العملِ زائفٌ وعُدتِ بخُفَّيْ حنين”. واسترجاعٌ داخليٌّ يعودِ إلى ماضٍ لاحقٍ لبدايةِ الرِّوايةِ. والرِّوايةُ حافلةٌ بمشاهدَ كثيرةٍ
الثنائياتُ الضِّدِّيةِ عرَّفَها المُعجمُ الفلسفيُّ بأنَّها «الثنائيُّ مِنَ الأشياءِ، ما كانَ ذا شِقَّينِ» والثُّنائيَّةُ هِي القولُ بزوجيَّةِ المبادئ المُفسِّرةِ للكونِ، كثُنائيةِ الأضدادِ وتعاقبِها، أو ثنائيَّةِ الواحِدِ والمادةِ – مِنْ جهةِ ماهيَّةِ مبدأِ عدمِ التعيينِ – أو ثنائيةِ الواحدِ وغيرِ المتناهي عِندَ الفيثاغورثيين أو ثنائيةِ عالَمِ المُثلِ وعالَمِ المحسوساتِ عند أفلاطون.. الخ ص15.
وقد حَملتْ الرِّوايةُ ثُنائياتٍ ضديةٍ في مَواضعَ مُتعددةٍ فهِي متلازماتٌ كونيَّةٌ لَها قيمتُها الجماليَّةُ ـ اللَّغويَّةُ كونَ اللُّغة العربية متفردةً بِهَا دونَ سائرِ اللُّغاتِ ـ تَشِي بالانتقالِ الزّٕمني: القمران / الشَّمسُ والقمرُ ،الدائبان / اللَّيلُ والنهارُ، الأعميان / الليلُ والسحابُ / أوِ السيلُ والحريق، البليّتان / الحياةُ والموتُ، الخافقان / الشروقُ والغروبُ، النقيضان/ الخيرُ والشَّرُّ، أوِ الظلمةُ والضياءِ أوِ العدلُ والظُّلمُ أوِ القسوةُ واللِّينُ… الخ
آدمُ وحواءُ كلُّها ثنائياتٌ كونيةٌ قرينةٌ ببعضِها.تكشفُ الروايةُ عَنْ الخطوطِ العريضةِ والعديدِ مِنَ القضايا في لمحاتٍ قِصصيَّةٍ داخلَ النَّسقِ الروائيِّ: بائعو الوهْمِ وشراكُهم في قصةِ سعدِ النَّصَّابِ المخدراتُ، الدُّروسُ الخصوصيةُ وعواقبه الوخيمةُ ـ التَّحرشُ في قِصةِ زهرةَ معَ زوجِ المُدرِّسةِ ـ الفتورُ الزوجيُّ في مُشيرةَ وزوجِها ـ الاغترابُ المجتمعيُّ في قِصَّةِ عمرُ فهوَ وإن قَضى على الجزيرة سنواتٍ فلنْ يبحثَ عنه أحدٌ. ـ تبعاتُ المجتمعِ الذُّكوري في قصةِ زهرةَ وأسبابُ عزوفِها عن الزَّواجِ.
الخاتمةُ جاءتْ مُرضِيةً و مُنغلقةَ النِّهايةِ التي يألفُها القارئ ويحبِّذُها في قراءتهِ وانتصارُ للخيرِ وإعلاءِ رايةِ الحقِّ و الجمالِ .٭المآخذُ الرِّوائيةُ وآراءُ النُّقادِ:المُغالاةُ في الوصفِ على حِسابِ الحِوارِ.
أرى أنَّها تتناسبُ وأنماطُ الشخصياتِ المُعقَّدةِ الَّتِي تحتاجُ للتَّفسيرِ والتَّحليلِ حتى لا يدخلُ القارئ في نوعٍ مِنَ الشَّططِ فيذهبُ بِهِ صوبَ كُلِّ مذهبٍ واعْتقادٍ. وبِمَا أنَّ الرِّوايةَ تتفرَّدُ بالتعبيرِ الكتابيِّ، فالمسرحُ والسينما يتفردانِ بالحِوارِ وتعطيانِه مساحةً شافيةً، وظيفتُهُ السيناريو، فالأوَّلُ يعتمدُ المُخيلةَ في عرضِ الأحداثِ فِي حِينَ الثاني يعتمِدُ الصُّورةَ السَّمعيةَ والبصريَّةَ غيرَ أنَّهُما يتَّفقانِ في الحسِّ الجمالي.إضافةُ اللُّغةِ الحِواريَّةِ تُضيفُ أنماطًا مُتكرِّرةً لسلوكياتِ البشرِ وأقوالِهم، سهلَ التَّنبؤ بِهَا، الأحاديثُ المتكرِّرةُ ستضفي أجواءً مِنَ الملَلِ والابتذالِ، ورُبَّما تكونُ مُتصنَّعةً ومُجردُ حشوٍ لا طائلَ منهُ.– صورةُ الغِلافِ هِيَ قَرينَةٌ للعنوانِ ” النيندرتـال” وأعتقدُ وُفِّقَ الرِّوائيُّ في الاختيارُ كما أنَّها غيرُ مُتداولةٍ علی الأقلِّ بالوسطِ الأدبيِّ .تأْصيلُ الرِّوايةِ و مِنْ وجهةِ نَظري:
رَغْمَ تأثُّرِ الروائيِّ بالثقافاتِ والأدبياتِ الغريبةِ، لكنَّها لمْ تخلقْ نوعًا مِنَ التَّبعيةِ الثَّقافيةِ والتي تتَّضحُ للعيانِ والقارئ حيثُ أسقطتْ في كثيرٍ مِنْ التوكيداتِ الكلاميَّةِ مِنْ خِلال قراءتِهِ للبابا أوِ الكاتبِ العالمي «هيميغواي» .
تُعتبرُ الروايةُ مُناهضةً لأنصارِ «الداروينية» و نظرية الانتخابِ، نظرياتِ المؤامرةِ، بأنَّ النجاةَ لأولٰئك الذين يتمتَّعونَ بصفاتٍ وراثيَّةٍ تجعلُهمْ أكثرَ مُلاءمةً للبيئةِ المُحيطةِ . حيثُ يُؤكِّدُ الكاتبُ في رِوايته علی ألسنةِ الأوائلِ أنَّهمْ ليسوا مِن فَصيلِ البشرِ، وإنْ دَلَّ فإنِّما يَدُلُّ علی سِعةِ اطِّلاعِهِ وغزارةِ علمهِ.تُعتبرُ الروايةُ تجربةً استثنائيَّةً وفريدةً رحلةُ اكتشافٍ لأعماقِ النَّفسِ البشريةِ والذاتِ، و جوهرِ الحياةِ وتُعلي من قِيمةِ الإنسانِ و الحبِّ في أسمى معانيهِ، قرأتُ يومًا بِضعَ كلماتٍ تقولُ” إنَّ الإنسانَ حيوانٌ بريٌّ مستوحشٌ ما إنْ يلمسَ الحبَّ قلبُه حتَّى يروِّضَهُ الحبُّ وَحدَهُ، الحبُّ سِرُّ بقاءِ البشرِ.المصادر والهوامش
اللارواية – معجم المعاني
هي الرواية التي تضع القارئ في حالة حوار فكريّ أو خياليّ مستمرّ مع مؤلِّفها، من غير أن تحاول إيهامه بواقعيَّتها أو تدفعه إلى تقمُّص إحدى شخصيّاتها، والغرض من ذلك إقدار القارئ على أن يعيش حياته النفسيَّة المستقلّة في أثناء تأمّله لعالم روائيّ خارج نفسه. :-تندرج رواياته ضمن ما يُسمّى بتيّار الّلارواية. المعجم: عربي عامة
*الأصوليّة | التمسُّك بكلّ اتِّجاه فكريّ أو دينيّ قديم. معجم المعاني.
* الواقعية السحرية أو العجائبية تقنية أدبية ظهرت في كثير من الأعمال الروائية والقصصية في الأدب الألماني منذ مطلع الخمسينيات، و أدب أمريكا اللاتينية بعد ذلك، ثم وجدت طريقها إلى بعض الأعمال في آداب اللغات الأخرى. ويكي
* البداية والنهاية | ابن كثير | ج ا – بيت الأفكار الدولية ص 67 الأحاديث الواردة عن سيدنا أدم
*حبكة التجربة * معجم مصطلحات نقد الرواية دار النهار – ط1 2002 ص 72
* كليشيه بالانكليزيّة cliche أو cliché هي تعبير أو فكرة أو عنصر مأخوذة من الأعمال الأدبيّة، ومع مرور الوقت أصبح استخدامها مفرطاً.
الثنائيات الضدية
بحث في المصطلح ودلالاته د.سمر الديوب ـ المركز الاسلامي للدرسات الاستراتيجية ص 15
لمحة تاريخية :
نزح النياندرتال من أفريقية إلى أوروبة بعد تطوره إلى هومو سابينس قبل نحو 45.000 سنة و في حين عمر البشرية لا يتخطى العشرة آلاف عام وحسب المراجع التاريخية ظهر الانسان الأول في العصر الجيولوجي الرابع وهو مصطلح يطلق على الحقبة التي تسبق اختراع الكتابة في مصر وسومر (بالعراق).
*لنعيد بالتاريخ للرواية المستنبطة من القرآن ومن البداية والنهاية لابن كثير *قوله تعالی :"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ..."كانت الأرض قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام ... مسكونة قبل البشر بأجناس ليسوا من الفصيلة الأُناسية ولم يخصهم الله بالتكليف في الأرض .يقال عنهم الحن والبن والذين فسدوا في الأرض فأرسل الله اليهم الجن فقتلوهم وفر نفر الى الجبال . وفي روايات أخری يقال أنهم أسلاف يأجوج ومأجوجولا تتفق الرواية مع خلق الجن لان الجن خلق من مارج من نار فكيف يسفك دمائهم، فالنار فيها الطيش والسرعة والاحراق عكس الطين فيه الرزانة والحلم والأناة .كذلك لا نجزم أنهم أسلاف البشر لأن أجساده بها عنصر الماء أو الدماءفأجساد الحشرات والبرمائيات والطيور وحتی المنقرض منها ، تحوی الدماء ولكنهم ليسوا من الفصيل البشري أو تركيبه الجيني .وروي أيضًا عن هوذة، عن عوف، عن قسامة بن زهير، سمعت الأشعري قال: قال رسول الله ﷺ: « إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، وبين ذلك ».وذكر الضحاك ، عن ابن عباس :أن الجن لما أفسدوا في الأرض ، بعث الله إليهم جند من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم عن الأرض إلى جزائر البحور . وأخذوا معهم عزازيل إلی السماءوروى ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير عنه : كان ابليس اسمه عزازيل، وكان من أشرف الملائكة ، من أولي الأجنحة الأربعة، حتی اغتر و عصی أمر ربه .
تعتبر الرواية تجربة استثنائية وفريدة رحلة اكتشاف لأعماق النفس البشرية والذات ، و جوهر الحياة وتعلي من قيمة الانسان و الحب في أسمى معانيه، قرأت يوما بضع كلمات تقول" أن الانسان حيوان بري مستوحش ما أن يلمس الحب قلبه حتى يروضه الحب وحده الحب سر بقاء البشر.
_______________________________________
تنويه للقاریء الراوي ممثل بشخص بطل الرواية الروائي ممثل في شخص د.منير سراج
______________________________________
المصادر والهوامش
اللارواية – معجم المعاني
هي الرواية التي تضع القارئ في حالة حوار فكريّ أو خياليّ مستمرّ مع مؤلِّفها، من غير أن تحاول إيهامه بواقعيَّتها أو تدفعه إلى تقمُّص إحدى شخصيّاتها، والغرض من ذلك إقدار القارئ على أن يعيش حياته النفسيَّة المستقلّة في أثناء تأمّله لعالم روائيّ خارج نفسه. :-تندرج رواياته ضمن ما يُسمّى بتيّار الّلارواية. المعجم: عربي عامة
*الأصوليّة | التمسُّك بكلّ اتِّجاه فكريّ أو دينيّ قديم. معجم المعاني.
* الواقعية السحرية أو العجائبية تقنية أدبية ظهرت في كثير من الأعمال الروائية والقصصية في الأدب الألماني منذ مطلع الخمسينيات، و أدب أمريكا اللاتينية بعد ذلك، ثم وجدت طريقها إلى بعض الأعمال في آداب اللغات الأخرى. ويكي
* البداية والنهاية | ابن كثير | ج ا – بيت الأفكار الدولية ص 67 الأحاديث الواردة عن سيدنا أدم
*حبكة التجربة * معجم مصطلحات نقد الرواية دار النهار – ط1 2002 ص 72
* كليشيه بالانكليزيّة cliche أو cliché هي تعبير أو فكرة أو عنصر مأخوذة من الأعمال الأدبيّة، ومع مرور الوقت أصبح استخدامها مفرطاً.
الثنائيات الضدية
بحث في المصطلح ودلالاته د.سمر الديوب ـ المركز الاسلامي للدرسات الاستراتيجية ص 15
* البداية والنهاية | ابن كثير | ج ا – بيت الأفكار الدولية ص 50 خلق سيدنا أدم ٭موسوعة مصر القديمة *حسن سليم – ج 1 عن مؤسسة هنداوي.
تنويه :حاولنا قدر المستطاع تجنب الخراطيش اللغوية و اصطلاحاتها ، لأنها لاتهم الا المنوط بها والقائم عليها , والتي لا مناص منها استخدامها كأداة توضيحية و في حدود ضيقة . تقديرا و احتراما للثغرات الفكرية و الثقافية بين القراء.