قراءة نَقديّة في قصّة " عابرو الحياة " للقاصة المصريّة / هويدا عبد العزيز غانم ، الفائزة بالمركز الأوّل في مُسابقة جروب " أدب المرأة ":
" عابرو الحياة "
{ كانت الحرب تضع أوزارها ، في المحطة جلست بين رهبة الترقب و طول الأمل ، ساعات الغروب تطلق صفارتها الأخيرة معلنة قدوم الغائب ، لتنطلق صرخة مدوية تسقط كل حمائم السلام ،أثر خبر انفجارحلمها في طريق العودة .}
تتعرض قصّة " عابرو الحياة " للمَخاطر الجَسيمة والمُهلكة التي تسببها الحرب للمَدنيين المسالمين ، لذلك كان افتتاح هذه القصّة ( كانت الحرب تضع أوزارها ) ، وعندما ننتهي من قراءتها نكتشف أن المَقصود بلفظة " أوزارها " هو ( بلاويها ومصائبها ) ، التي عبّرت عنها القاصة من خلال فتاة تنتظر حبيبا غائبا ، لكنّها الحرب التي لا تَرْحَم أحداً ، إذ تتم ابداته من خلال احدى الانفجارات ، وقد صورت القاصة ببراعة هذه الصورة بإقتدار من خلال " صرخة مُدوية " وهذه الصرخة يعرفها جيدا التّعبيريون لأنها لوحة شهيرة عالميّة ، وفي قصّة " عابرو الحياة " نجد الصرخة هي اللحظة التي يُغتال فيها الغائب ، ويُلاحظ القارئ أن اسم " الغائب " يُشير إلى الأمن والسلام الذي يفتقدهما الإنسان في هذا العالم العنيف الدامي أي أنّه مُجرد " عابرا للحياة " لا حول له ولا قوة !
النّاقد الأدَبي المِصري / عاطف عِزالدّين عَبدالفتّاح
مَسْؤول النّقد الأدَبي في مؤسسة الحُسيني الثقافيّة