قراءة في خاطرة الشاعر القدير //Mohamed Rashad
قُلتُ لمَن أُحِب (٣٢):
رًبََّتَما ازوَرَرتُ عن وَكْنِكِ ، لَو مدَّدَ منكِ الدَّلُّ أسبابَ المِطال!
للشاعر : محمد رشاد محمود
**********
قراءة في متن النص :
هذه الخاطرة بما تحتويه من معاني سوف يجد فيها المتلقي من المتانة اللغوية والعمق الدلالي ما يميزها عن بقية النصوص فهي ليست الفاظ دارجة للمتلقي تحتاج قدرا من الاجتهاد والتحميص
بداية تتلخص الخاطرة في عشر كلمات كل كلمة هي بذاتها لغز
لادراك المعنى فالخاطرة هي عتاب للحبيب ربما تهديد بالمغادرة إن مدد في دلاله وأفرط في عتابه.
حيث بدأ الشاعر نصه:
١- * رُبَّتما
الأصل في ( رُبَّ) أنها لَا تَدْخُل عَلَى الْفِعْل، فَإِذَا لَحِقَتْهَا " مَا " هَيَّأَتْهَا لِلدُّخُولِ عَلَى الْفِعْل تَقُول : رُبَّمَا قَامَ زَيْد , وَرُبَّمَا يَقُوم زَيْد . وَيَجُوز أَنْ تَكُون " مَا " نَكِرَة بِمَعْنَى شَيْء .
يقول المتنبِّي:
فَرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ صَدري "
٢- * ازوررت : انحرفتُ
ازورَّ عن طريق الصَّواب ازوارّ ؛ مال عنه وانحرف
و ك ن : الوَكْنُ بالفتح عُشُّ الطائر في جبل أو جدار و المَوْكِنُ مثله وقال الأصمعي الوَكْنُ مأوى الطائر في غير عُشٍّ والوَكْرُ بالراء ما كان في عُشٍّ.
المصدر المعجم: مختار الصحاح
مدد :
ومَدَّه في غَيِّه أَي أَمهلَه وطَوَّلَ له
م د د : مَدَّهُ فامتد من باب ردَّ عنه
مَدَّهُ في غَيِّه
الدَّلُّ : الحالةُ التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل وغير ذلك .
ويقال : امرأَة ذات دل : دلال
* والدل : تدلُّل المرأة على زوجها ، تريه جراءةً عليه في تَغَنُّج وتشكُّل ، كأنها تُخالفه ، وما بهما خلاف (القاموس المحيط)
*قال شمر : الدَّلال للمرأَة
والدَّلُّ حسن الحديث وحسن المَزْح والهيئة ؛ وأَنشد : فإِن كان الدَّلال فلا تَدِلِّي ، وإِن كان الوداع فبالسلام ؟
مطِال : مصدر ماطَلَ أي تملص من أحاديثه
*يقول ابو النواس
َأرْجو نَداكَ وَلا أخشَى المِطالَ بهِ؛ يا مَنْ إذا وَهَبَ الدّنْيا فقَد بخِلا ...
في النهاية وما يمكن قوله أنها خاطرة فاقت حدود الجمال والابداع....
كل التحايا العطرة والتقدير لشاعرنا القدير