كتب معتز الراوي


تستطيع أن تسرسل معها بسلاسة ، ودون أن ترهقك مشقة الاستعراض اللغوي في لغتها النقدية .. أمام دراساتها : لامحالة أنت تكتب معها رؤيتها/تحليلها/ حتى انطباعاتها المُضَمَّنة .
في هذه الدراسة ..
تكتب الناقدة عن الرؤية الرأسية .. خرجت من الروتين للموضوعية بـ (ومضات) فائزة بمسابقة شاهدةً ، لا محورا .
تبنّت المبدعة في مستهلها منتصف الزوايا ، وذلك محمود كبداية؛ يُعرف رابطها من عمق عناصرها .
ما تناولته (غانم) ، ونجحت في إعمال منطقية القارئ فيه طرحا منها، أو تحفيزا له على البحث، وفي الحالتين -حسب محاولة تفكيكنا لدراستها- تألقتْ حياديّةً :
(الحدود المنطقية) ، (الدراسة والتحليل) ، (المسميات) ، (الدلالة الموحية) ، (التكثيف والإيجاز) ، (الذات الواعية) ، (التأويلات) ، (التشظي الأدبي) ، (روح العصر) ، (اضطرابات وإشكالات المحدثين) ، (الانطلاقة الحداثية وما بعد الحداثية) ، (أسس ومعايير فنية نقدية متقنة) ، …. وغير ذلك كثير ؛ لكن سؤالا في خاطرك:
ما معنى إشارتي لمثل تلك العبارات للناقدة، وما دلالة ذلك، ونتائجه؟
-بالتدقيق للعبارات السالفة ؛ ستجد أنك في خضمّ متابعتك والدراسة صاحب كشف معها عن عصر .. هي أعطتكَ المفاتيح ، تواصلت حسب قولها بـ (الحدود المنطقية) ، التي برعت في إيصالها من خلال :
أولا..
التكثيف في لغة العرض .
ثانيا..
الشواهد، وأحسنت اختيار (الومضات) شاهدا ، ومن قبل : الشواهد الدينية من القرآن والسنة، ومأثورات
ثالثا..
لغة إبداعية أدبية ماهرة ، وسنتعرض لذلك لاحقا .
رابعا..
القيم المتوغلة بالدراسة ، وسنتعرض لها لاحقا .
.
اللغة الإبداعية الأدبية للناقدة ..
وردت بعض العبارات البليغة لها ، ونعتقد أن هذا ينسدل من موهبتها في الكتابة، وقد نجحت في الوصول لأحاسيس القارئ، وهذه مهارة منها في طرح قضيتها ، وعلى المعارض أن يستخدم ما شاء من إبداعه؛ ليصل أينما شاء كل حسب قيمه .. ورد ذلك في نحو :
(الوقوف على تعاريج اللغة) ، (فالأدب قائم شئنا أم أبينا ..إنه كالطين الذى ينفخ فيه من روحنا ليعود بأحسن صورة) ، (وما بين زمان ذاهب منصرم ومستقبل مقبل لا ذاكرة له يحاول إضمار ماسبقه بفكر ومنهجية جديدة
وحاضر صَلَدَت أرضيته ..ولكن هيهات !!.
كبسولة عديمة الفائدة بدأت بصنو لا نظير له وانتهت بالتلاشي .وعُزُوف في رغبات العاكفين عليها كوجبات سريعة مُستساغة و مصبغة بمفاهيم تلائم روح العصر) ، ……… والكثير في الدراسة .. تابعها .. هي تستحق.
.
القيم في الدراسة ..
النقد في حقيقته محايد .. يستطيع الناقد استخلاص القيم من خلال القضية/النص ؛ أما نحن الآن في محاولة للكشف عن القيم في دراسة المبدعة ..
أشارت الباحثة لبعضعها كـ :
-قيمة الإستئذان .. حين بدأت مفتتح الدراسة بأرقى لغة لخطاب المتلقي .
- الخلق الإبداعي.
-آداب الاختلاف .
-البحث ….. وغير ذلك ..
هويدا غانم ..
ناقدة أديبة باحثة حيادية .. اتخذت مسلكا لا يمتطيه سوى مثقف شجاع حمل هموم الأدب بين ضلوعه ، متأملا الحالة العامة؛ ليجعل منها قضيته في نقاء من كتب ضميره وخطت روحه ، وحفظ ضاده .. شكرا الأستاذة البارعة .. احترامنا والتحية..

تم عمل هذا الموقع بواسطة