نظرية الاستواء في الأدب (أو أحيانًا تُسمى "نظرية التسطح") هي نظرية تتعلق بالسرد وطريقة تقديم الشخصيات والأحداث في النصوص الأدبية. وفقًا لهذه النظرية، يتم النظر إلى الشخصيات والمواضيع من منظور واحد، حيث يتم التركيز على التعامل المتساوي مع جميع العناصر داخل النص الأدبي، دون تفضيل جانب على آخر أو إبراز شخصية معينة بشكل أكبر من الشخصيات الأخرى. يمكن تلخيص أهم ملامح النظرية بما يلي:

  1. التساوي في الأهمية: في الأدب التقليدي، قد تكون هناك شخصيات رئيسية أو محورية لها دور بارز مقابل الشخصيات الثانوية. أما في نظرية الاستواء، يتم التعامل مع جميع الشخصيات بشكل متساوٍ تقريبًا من حيث الأهمية والعمق.
  2. التخفيف من العواطف الكبيرة: في هذه النظرية، يتم التقليل من التركيز على العواطف والانفعالات الحادة، حيث يتم التعامل مع جميع الشخصيات بطريقة هادئة ومتوازنة، بغض النظر عن الظروف الدرامية التي قد تمر بها.
  3. الحيادية في السرد: يتم استخدام أسلوب سرد محايد وغير منحاز، حيث يُترك للقارئ المجال لتفسير الأحداث والشخصيات دون تدخل من الراوي ليوجه القراءات أو يحكم عليها. الهدف هو أن يظهر النص وكأنه يقدم "واقعًا مسطحًا" حيث تكون جميع العناصر متساوية.
  4. تقليل التوتر أو الصراع: في الأدب التقليدي، يُعتبر الصراع عنصرًا جوهريًا لدفع الحبكة إلى الأمام، لكن نظرية الاستواء تقلل من أهمية هذا الصراع. بدلاً من ذلك، يتم التركيز على تقديم الحياة أو الأحداث كما هي، دون تضخيم أو تصعيد للتوترات.
  5. البنية غير التقليدية: يمكن أن تكون القصص المكتوبة وفقًا لهذه النظرية غير تقليدية في بنيتها، حيث قد تفتقد الحبكة الواضحة أو التصاعد الدرامي التقليدي. الهدف هنا هو خلق حالة من الانسجام السردي بدلاً من التوتر أو المفاجأة.
  6. البساطة والوضوح: من سمات هذه النظرية التركيز على الوضوح والبساطة في تقديم الأحداث والشخصيات، دون الغوص في أعماق التحليل النفسي أو الرمزية المعقدة.
  7. تطبيق النظرية في الأدب:

بعض الأدباء، خاصة في الحداثة وما بعدها، استخدموا هذه النظرية لخلق نصوص أدبية تعكس الحياة بطريقة أكثر هدوءًا وبدون تصعيد درامي. على سبيل المثال، الكاتب الأمريكي ريموند كارفر، المعروف بأدب الواقعية القذرة، يميل إلى تقديم شخصيات وأحداث يومية بطريقة متساوية وغير متكلفة، حيث يظهر السرد وكأنه مسطح وهادئ، رغم وجود تعقيدات داخلية تحت السطح.بشكل عام، نظرية الاستواء تسعى إلى تقديم رؤية متساوية وحيادية للعالم الأدبي، حيث لا يتم التركيز بشكل خاص على شخصية أو حدث معين، وإنما يُنظر إلى العالم من زاوية موحدة وثابتة.

تم عمل هذا الموقع بواسطة