المريا المحدبة هي تقنية أدبية تتعلق بالطريقة التي يتم بها تنظيم الأحداث في النص الأدبي، بحيث يتم التركيز على تسلسل التصعيد التدريجي للحدث أو الصراع حتى الوصول إلى ذروته. يشير هذا المصطلح إلى الشكل الذي يتخذه بناء القصة أو الرواية في تطور الحدث، والذي يشبه بشكل مجازي "المريا" أو القوس المحدب، أي أن الأحداث تبدأ من نقطة منخفضة، ثم تصعد تدريجيًا حتى تصل إلى ذروتها، ثم تنحدر بعد ذلك إلى النهاية.
الخصائص الأساسية للمريا المحدبة في الأدب:
- بداية هادئة أو متوقعة: غالبًا ما تبدأ القصة بمقدمة هادئة أو عادية. الأحداث في البداية لا تحمل الكثير من التوتر أو الإثارة، وتكون معقولة ومألوفة للقارئ.
- تصعيد تدريجي للأحداث: تزداد الأحداث توترًا وصعوبة مع مرور الوقت. تتراكم المشاكل أو التحديات، مما يزيد من التوتر في القصة ويدفع الشخصيات إلى اتخاذ قرارات مصيرية.
- الذروة: تصعد الأحداث إلى نقطة الحسم أو ذروة التوتر، حيث يتواجه البطل مع أكبر مشكلة أو صراع في القصة. هذه النقطة غالبًا ما تكون الأكثر إثارة في النص، وتكون محورية لفهم تطور الأحداث والشخصيات.
- الانحدار والتسوية: بعد الوصول إلى الذروة، تبدأ الأمور في الانحدار تدريجيًا حتى تصل إلى الحل أو النهاية. الصراع يُحل، وتُسوى الأمور، وتنخفض مستويات التوتر.
أمثلة على المريا المحدبة في الأدب:
- رواية "أوليفر تويست" لتشارلز ديكنز: تبدأ الرواية بحياة أوليفر الصبي البسيط في دار الأيتام، ثم يبدأ التصعيد تدريجيًا من خلال الأحداث التي تزداد تعقيدًا، وصولًا إلى ذروة القصة عندما يتعرف أوليفر على ماضيه. النهاية تُسجل حلول المشكلات وتراجع التوترات.
- رواية "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي: تبدأ الرواية بمشاعر الشك والقلق التي تسيطر على راسكولينكوف، ثم تصاعد الأحداث عندما يرتكب الجريمة. ذروة الرواية تحدث عند مواجهة راسكولينكوف لنتائج أفعاله، وتنتهي بتصالحه الداخلي وتطهيره من الذنب.
- رواية "الأمير الصغير" لأنطوان دو سانت-إكزوبيري: تبدأ القصة بمغامرات الأمير الصغير في الكواكب المختلفة، والتعرف على الشخصيات المختلفة. تصاعد الأحداث يحدث عندما يتعرف على الثعلب وتتعقد العلاقة بينه وبين الزهرة. النهاية تصف عودة الأمير إلى عالمه الأصلي، مما يجلب التهدئة.
أهمية المريا المحدبة في الأدب:
- تقديم التوتر بشكل مدروس: تساعد هذه التقنية في بناء التوتر بطريقة منظمة، مما يجعل تطور الأحداث مثيرًا ومشوقًا للقارئ.
- تسليط الضوء على تطور الشخصيات: من خلال هذا التصعيد التدريجي، يتمكن الكاتب من تطوير الشخصيات وإبراز التغيرات التي تطرأ عليهم من خلال تعاملهم مع الصراعات.
- الوصول إلى نهاية مُرضية: بتسوية الصراعات وتقديم الحلول، تمنح المريا المحدبة القارئ شعورًا بالإغلاق والرضا عن القصة.
بالتالي، تعتبر المريا المحدبة من التقنيات الشائعة في الأدب لأنها تمنح النص بنية متماسكة تجذب القارئ من البداية إلى النهاية، مع الحفاظ على مستوى من التوتر والإثارة حتى الوصول إلى الذروة.