من قتلَ جـــــــــــــــــورج فلويد ؟!

تحقيقاتٌ جاريةٌ  - صورٌ متفرقةٌ 

------------------------------------------------

لم تكن حادثةُ مقتل "جورج فلويد  "الحادثة الأولى ربما لسرعة بثّ الحدث عبر الوسائل التقنية الحديثة ، فمنذ فجر التاريخ  تمارس سياسات الاقصاء و التهميش و العنصرية برعاية دولية ، وجعلهم على حاشية التاريخ هوامش لا يرقى الحديث عنها ، ولا تمطي لإنسانها و تضييق مساحتها الحياتية على استعبادها وإذلالها ، و لكن الأسوأ فيها مورس ضدَّ ذوي البشرة السوداء من الأصل الأفروأمريكي , باعتبارهم حسب زعمهم طبقة دونية لا ترقى لفكر أو منصب أو حياة كريمة ، وفي محاولة اِسْتِقْراء الوَقائِع و تتبع جزئياتها ، فصفحات التاريخ تضجُّ بأُنْمُوذَجَات حية . 

 " مالكوم اكس " ودفاعه الحُقوقيّ عن السود ضدَّ اليمين المتطرف بعد مقتل والده و إعدام عمهِ دون محاكمة عسكرية ، فقد كانَ الظلم و القهر الذي تعرضَ له سبباً في انحرافه و دخوله السجن لعشرة سنين ، و هناك عرف الإسلام وكان السبب لانضمامه لحركة أمة الإسلام و انشقاقه عن الإيجا محمد وجماعته بعد أن انحرفت عن العقيدة الإسلامية الحقة ، فكان مصحِّحَ مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا ، لرفضه سياسة الترهيب و العنف حتى اغتياله عام ١٩٦٥م .


ليس هذا فحسب بل مورست العنصرية ضدَّ الهنود الحمر ، و قام أحدهم بنحت جبل راشمور الجبل المقدس  "للاكوتا سو " والمعروف بلاكوتا سوز و الستة أجداد ، و هو نصب تذكاري لأوجه أربع رؤساء أمريكيين " جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وتيودور روزفلت، وأبراهام لنكولن " منحوت لأقسى شخصيات مارست سياسات الإبادةِ في حقّ السكان الأصليين لمحو حضارتهم .


فنجدُ جورج واشنطن أبادَ شعبَ الإيروكوا في عام ١٧٧٩م ، و أبرهام لينكولن كان مسؤولاً عن تعليق داكوتا ، و بالرغم من تأثره بأفكار بتوماس جيفرسون عن تحرير العبيد ، وتم بالفعل تحريرهم و انتهت العبودية فعلياً في الولايات المتحدة في ربيع عام ١٨٦٥م ، 

و قال في خطابه في (٢٢) أغسطس ١٨٦٢م : إنَّ الهدف الرئيسي 

(هدفي الرئيسي) من وراء هذا الصراع هو الحفاظ على الاتحاد و ليس استمرار الرق أو إنهاؤه" 

فلم يكن تحرير العبيد إلَّا لتجنيدهم و استخدامهم كأدرع بشرية في حرب الاتحاد . 

و روزفلت كانَ لديه إرثٌ طويل من العداء معَ الهنود الحمر ، على جانب آخر كان النحات أحدُ الأعضاء البارزين في منظمة "كو كلوكس كلان" Ku Klux Klan 


 وتؤمن هذه المنظمة الأخوية بتفوق البيض و معاداة السامية للأديان وشعارها الصليب المحروق

وحينَ تصور المنظمةُ أخوية الجنس السامي أو العرب على أنَّهم جنسٌ غوغائي و أغنام و رُعاعٌ و حاشا للَّهِ أن نكونَ منهم ، فنحن خيرُ أمةٍ أخرجت للناس ، فما هم إلَّا في مكان قصي عن الإنسانية يُمارس فيه المكرُ ركائزَ فكره ومعتنقه .

وفي ظلٍ الواقع العربي الراهن نجد ممارساتٍ من ذوي النفوس الدنيئة سواء بالطعن أو التحقير أو الإقصاء العنصري ضد الوافدين في الخليج العربي .

 ، فنجد أحدهم يسخر أو يستهزىء بالقول أو الفعل " أنا ... وأنتَ وافد على المغتربين الوافدين من و إلی دولة أخرى، وما هي إلا نعرةٌ قبلية خداعة تخدم أجندات و سياسات و أكاذيب لمن تنطوي عليهم الحيلُ والمصالحُ الشخصيةُ و تنسى بنات آوى الفضل و الحق والعلم و حضارات الشعوب و أنَّ العالم يدورُ ، و عوضاً من أن نتشاركَ المعارفَ و العلومَ والآدابَ و والفنونَ و البناءَ والتعميرَ فقد أصبحنا ننصبُ المشانقَ ونمارسُ سياسات التهميش بحقّ أنفسنا و نتلاعب بالعقول بتكنيكات مسيئة و ألفاظ بَذِيئة ، وعبارات مُنَافية للأخلاق والآداب العامة التي لا ترقى لها حملة الرسالات السماوية . 

الأمرُ ليسَ متعلقاً بغصن زيتون أو حمامة سلام أو بئر نفط أو بضعة مليارات ، فالعلم والأخلاق هما أولويةُ الشعوب وحق كل عربي هو حق كل إنسان في المعمورة من العدل والمساواة و الحياة الكريمة، ففكِّر قبلَ أن تتحدَّثَ و قبلَ أن تُراقَ دماءُ الفكر وينابيع الحضارة وعلومها ومهدها، مستفز كيانها وكينونتها و نخوتها العربية الأصلية , صور ومشاهد متكررة لعقول متحجرة.

 فالجميع مدعو بشكل أو بآخر و مشارك في إعادة المونتاج والإخراج  لحادثة مقتل جورج فلويد ، وما زالتِ الآفاتُ الاجتماعية تنخرُ في جسد قوميتنا العربية ، و لا زالت القضيّة مقيدة ضدَّ مجهول  .

------------------------------------------------------

انظر لاعلان  تحرير الرقيق - ويكي 

-----------------------------------------------------

تم عمل هذا الموقع بواسطة