كُلّ يَومٍ تتَجَلَّى الحِكْمَةُ الإلَهِيَّةُ وتَنكشفُ للعيانِ، أن 2020 عَامٌ اِستثنائيّ، بَين جَائحةٍ خَبِيثة، فَياضَاتٍ وَ سُيولٍ اِبتلعتْ وِلاياتٍ واِجتاحتْ مُدنًا ورَاحَ ضَحِيتَها مئاتِ الآلاف من المُشَرَّدين والمُصَابين، ليَكتملَ موسمُ الصَدماتِ بِحرائقِ لم تَهدأْ حتى تندلع شرارتها و بصُورةِ مُفجعة تُحَاصِرنَا الأحَداث، وَسطَ حُزَمٍ مِنَ رُدودِ الأفْعالِ والاتهَاماتِ التي تُسقطها عَلیٰ أَيدٍ خَفيةٍ تارةً و قُوىٰ مُتَآمِرة تَارةً أُخْرى. ولَو اِقتَصَرَ علىٰ مَنطقةٍ زَمنيةٍ لأيِّدنا مِثْلَ هَذه الآراء ، ومَـــازَال مَوسمُ الحَرائقِ فِيٰ منطقتنا العَربيةِ والعَالمِ مَجهُولَ المصدرِ، حتىٰ المَصادر في تَعَاطِي الأحداث فُقدت مِصْداقيتها و مَوْضُوعتيها بَينَ تَهْويلٍ وتَقزيمٍ للخَبرِ و ضَاعتْ الحَقيقةُ بينَ الأطَرافِ المُتصارعةِ و الأخْبَار المُتَضاربةِ. وفي ذُروةِ الأحداثِ، نَسِيَ العالم صَراخَاتِ ونداءاتِ الطَّبِيعة الأم ، وحَاجتُها للتَعافي وكأنها استغاثةٌ عَاجلةٌ أو صَيحة اِسترحَام قبل أن تفقدُ أبنائها ووجودهما معًا. وأنّ الحاضرَ و المستقبل هما في الحقيقة ثَمرة تداعيات الماضي ، ولا نزْعمُ استشرافَ المُستقبلِ، أو تنبؤ بأحداث نهاية العالم كما يؤولها البعض. بلْ حَقيقةٌ مُؤكدةٌ أنّ الأمراضَ المُستعصِيةَ والمُزمنةَ ستَصُبّ فِي خَانةِ أمْراضِ الجِهازِ التنفُسي. وأن اقتران الجائحة بالكَوارث الطَبيعية مُرتبطًا كُلّيًا بتغيرِ المُناخِ و بنسبِ غَيْرُ مُتوقعةٌ وبمستوياتِ خَطِيرة نتيجة تَصَاعد – الغاز الخبيث co أو ما يعرف بغاز أول أكسيد الكربون- الغاز الأكثر سُمِية فِي العَالم وسُمي بِهذَا الاسمُ لأنه يَتحد مع هيموجلوبين الدم مكونًا كاربوكسي هيموجلوبين ويمنعَ وصولَ الاكسجين للأنسجةِ و الأعْضاءِ مُسببًا تلفٍا وخللًا في وظَائفِ القَلب و تشوشًا في الرؤية واِعياءً و يتحولَ جلدُ المصابِ الى الزرقة وفي الحالات الخطيرة الحمرة الشديدة والوفاة .وينتج غاز أول أكسيد الكربون من الاحتراق الجزئي للمواد العضوية كالفحم والبنزين ، وامتزاج هذا الغاز مع الهواء يصبح قابلا للانفجار بشدة ويسبب الحرائق التي بتنا نشهدها نتيجة زيادة تركيزه في الغلاف الجوي، عكس ثاني أكسيد الكربون الذي يحترق كليا وانبعاثه يفيد الغطاء النباتي بنسب محدودة، ناهيك عن الظواهر المناخية كالنينو و النينا التي أحدثت الكثير من الاضطرابات في حركة الغلاف الجوي ، من المتوقع أن تشهد منطقتنا العربية سلسال غير متوقع بين الجفاف الشديد والعواصف الرعدية والسيول والظواهر المصاحبة لها Super cell نتيجة تداخل منخفضات جوية باردة ودافئة و ما يصاحبها من تداعيات على الأمن الغذائي وصحة الانسان . يظل عام 2020 عاما محوريا و استثنائيا للبشرية بين ابتلاء وما خلف الابتلاء من لطف خفي ورحمة لكوارث من الممكن أن تكون أشد فتكا بكوكبنا غير أن الجائحة حلت كهدنة تجعل كوكبنا يتنفس سويعات ويعيد توازنه البيئي