بلــــــــــــ قوة الآن ـــــــــــــــوك
___________________هل تشعر بالإحباط و الخذلان وأن أغلب العلاقات التي أخذت مساحةً من حياتك تكدر صفو حياتك ، تعيش حالة استنزاف لطاقاتك النفسية وقدراتك الفكرية الإبداعية. تعبت من مداراة الشعور، والادعاء أنك علی ما يرام حتى ألمّ بك التعب، و نَزَلَت عليك الصواعقُ ؟هل لديكَ رغبة باللاشيء و اعتزال الحياة وأصبح الملل والضجر أسلوبَيْ حياة و القلق من الدخول بالعلاقات واستقرارك النفسي مبني ومرهون بوحدتك ؟
وأن تلك العلاقات أفقدك ثقتك بنفسك وبالآخرين حولك فاكتفيت بذاتك، لم تعد تخدمك الحياة و تؤثر في انتاجيتك وأدائك على العمل وتعوق تقدمك المهني ؟
الآن " هي قوة الأمس و الحاضر الانطلاقة الحقيقة
لم تخلق لتكون وحيدا، في رحم حياة بائسة عقيمة, يُرثى لحالك
ولست بمعزل أو أتيت للحياة عبثا, افرِغْ دلوك , فرغ شحناتك السالبة، فشحنة واحدة قد تعادل كارثيتها الصحية والنفسية مفاعل "تشيرنوبل" .
دع الماضي يمضي، لا يؤمن الكون بمبدأ التراكم والتزاحم, فالأشجار تُغير أوراقها وفصول الحياة تتبدل وما بين الزهور والعطور والألوان أشواك وما بين الذبول والفتور والسقوط تتهيأ الحياة لبداية جديدة ، لا تحجز غرفا بحياتك لمن رحلوا، ولا تستدعيهم ولا تتمسك بمن لا يستحق، تخلَّ عن القصاصات والكراكيب التي تزاحمك وتفسد أولوياتك وأزلْ غُبار الذّكريات، فجِّرْ طاقاتك الكامنة , حررْ نفسك من تلك الطاقات المستهلكة والمهلكة لك وأعدْ شحنك بالأمل الباعث على التفاؤل و احسنِ الظن بالله .
مارسِ التأمل لتكتسب الصفاء الذهني والهدوء , لتعيد التوازن من جديد في التأمل حياة وفي طبائع البشر واختلافهم حيوات . و لكل منا إرادة و فكر مستقل . ولسنا جميعا على وتيرة فكرية واجتماعية أو اقتصادية واحدة.
ربما مشكلتك الوحيدة في الحياة كيف وأين تقضي نهاية عطلتك، في حين هناك من يبحث عن كسرة خبز , كيف يسد رمق و جوع أطفاله. فالعلاقات الإنسانية يسودها الحب والسلام والتقدير ، منزهة عن الاعتبارات الشخصية و التعصبية ولكن كثيرا ما تتداخل بالعلاقات الشخصية و تخرج عن إطارها و أي كان نوع هذه العلاقات
( زوجية , صداقة , تعارف ,عمل , منها المادي أو الروحي )
لكل علاقة هدف أسمى وجدت من أجله ( ما تريده منها وما تستطيع أن تقدمه بالمقابل )
لقد خلقت العلاقات لتلبية احتياجنا من التقدير والحب و الأمن والأمان وتلك العلاقات السوية لا تنشأ إلَّا في محيط صحي ، قائم على أسس قويمة و قواعد وروابط كي تكون بمنأى عن الاحباطات والصراعات والتوترات الاجتماعية و الفكرية
فالعلاقة الزوجية ليست عقد بموجب اتفاق بل ميثاق غليظ ورابطة تسكن اليها يلزمها التحلي بالصبر والتغاضي عن الأخطاء و لكل علاقة خمول و فتور ،إذا ما استندت على جانب واحد من جوانب الحياة فلا تنظر لزوجك علی أنه بنك مركزي أو حوالة مصرفية، ولا تحسبها جسد بلا روح أو فكر .
والصداقة مثلا لتغذية حاجتنا للتقدير وتحتاج لمهارات التواصل و الحوار وحسن الإصغاء، لتحقيق الثراء العاطفي والفكري، فهل يتوافق صديق الأمس مع قيمك ، أفكارك، أهدافك في الحياة ؟ .
إن اختيار الأشخاص حولك يتطلب عناية فائقة، كي لا تجذب لمحيطك أشخاص لا يشبهونك , شخصيات وهمية و زائفة غير متوافقة أو صالحة للتبادل الفكري والعاطفي و بعيدا عن سادن الحرف و مولات الشعر و أرباب الفكر و أروقة الأدب فان المبادئ والقيم تُكتسب و لا تُجزَّأ فأنت مرآة لمن حولك فالمرء علی دين خليله . فتجنب كل ما يعيق راحتك وارحل عمن يحقر من عملك أو يقلل من شأنك.
الصديق الحقيقي لا يجعلك تتكلف أو تتصنع معه، يتقبلك بمحاسنك و مساوئك. شخص لا يتغذى على طاقتك ولايستنزفك ، تكن معه مضطر للتبرير و التفسير والدخول في جدل عقيم مفتعل أو موضع شك ، تخشى ردات فعله العنيفة ونبرات صوته العالية .
فالعلاقات التي لا تقم على التكافؤ و الاحترام و التقدير ، حتميا الفشل نهايتها. كُن على سجيتك فلست مضطرا للتملق و أن تكون
قردا يقفز من شجرة لأخرى أو من غصن لآخر أو بهلوان يؤدي حركاته البهلوانية كي يلفت الإنتباه، احترمْ ذاتك وفكرك وعززهما ومن مبدأ " اِحترم؛ تُحترم . وقدِّر تقدر
وإلَّا فهجرٌ جميل تعقبه بإحسان إلی يوم الدين.
من لا يقدر جهودك لا تعطيه مساحةً من وقتك وفكرك ، فالشخص المزيف عديم الثقة بنفسه ومن حوله, يحط من قدرك كي تتناسب مع قيمه المعدومة مهما فعلت لأجله ,يسرق أحلامك ويظل دائما في انتظار أن تفعل لأجله المستحيل ولا يفعل لأجلك الممكن والمتاح ، ولا يطيق صبرا وبالاخير سيتخلى عنك ولن يكمل معك الطريق لأنه لم يعتد تحمل المسؤولية، لست حقلَ تجاربٍ أو ميدانًا تختبر فيه النفوس الدنيئة تفاعلاتها , نزه نفسك بنفسك .
لا تقارنْ نفسك بالآخرين ولو باطنيا أنت مميز، وحالة استثنائيِّة بالحياة , تذكر قول صاحب الجنة الذي استنكر فضل الله عليه
قال تعالى : "قَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا" سورة الكهف
لكل إنسان بصمته الفريدة الفكرية والوجدانية تجنب المقارنة والنقد اللاذع والسخرية لأنها تولد البغض والحسد في الأنفس، فالحاسد لا يفرحه نجاحك ولا يسعد بتقدمك .
ينقل لك الشائعات المغرضة ويروجها نيابة عنك، كما أنه يسعى إلى تخريب علاقاتك المثلى وحياتك، وتشويه صور أحبابك وأصدقائك والحسد من جند إبليس ضد بني آدم ، الحاسد مغرور ومتكبر وصوره الشيطانية متعددة لا تتيقن من معرفته وتفجع كل مرة بسلوكه
لأن الصورة المرئية المصدرة عنه مغشوشة ، وهي مفاتيح لضعف الشخصية من يضعك موضع الإزلال و التحقير، ويراهن على محبتك ويضمن تسامحك فيتماد في غَيِّهِ , و يبتزُّ عطفك إذ انسحبت من حياته ويفشي سرك ، ويعظم من أخطائك ولا يرى خطئه أو يصون كرامتك، كثير الشكوى، طاقته الفقر ومجاله المرض وهمه ملازم له , يلعب دور الضحية، يداري حقيقته ويتظاهر بما ليس فيه أو له . ويعيش علی إرضاء نفسه غير مبالٍ بالآخر و لا تعلو الرتب به لأنه دنيءُ النفس مهووس بك وبمراقبتك ومحاولة تقليد أفعالك , من يجافيك بلا داع ويحقر من شأنك ترفع عنه، اِرفع سقف احتمالاتك كي لا تصدمك الحقائق
عف نفسك عن كل وضيع مستتر بثوب زاهد وصن كرامتك. فالتنافس لا يكون إلَّا بنفوس تملأها الخير و الغبطة لا تكون إلَّا بمن يؤتى بأفضل منك. حياتك ملكك، لست لعبة إن أحبوها رفعوها، وإن ملوها أنزلوا بها الغضب وأسقطوها، لا تجامل علی حساب نفسك أو تفرط في التسامح تعلم التوازن لم تخلق لتعذب نفسك بل لتزكها وتذكرها بفضل الله عليك ونعمه عليك . اهتم بذاتك وعزز قدراتك الإبداعية والفكرية و حافظ على هدأتك وهناءتك فلنفسك عليك حق ، اجتنب ما يؤذيك و اسعد بما تسكن إليه ، وعبر عن امتنانك للنعم , فالصديق الحقيقي يخلق الفرص لمواجهة التحديات ويبذل مجهودا للمحافظة عليك ويكون عونا لك، ولا يقبل أن يمسك بسوء أما الذين أخذتهم العزة بالإثم وظنوا أن لابديل لهم، فتصيدوا الأخطاء فلهم ديدنهم ولك ديدنك، هناك دائما مساحة للأخطاء كما هناك مساحات للتسامح شريطة ألا تقلل من قيمتك ، فلا عبادات بلا معاملات فراقب الله في أقوالك و أفعالك فالابتسامة صدقة تؤجر عليها والتسامح زاد المتقين فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا).
كل علاقة جانب من الخصوصية علينا احترامها و تقبلها كما هي، نحرص فيها علی تقوية الروابط باهتمامك واحترامك وتقديرك ، تقبل اختلافهم عنك، أشدُدْ من أزرهم وغض قلبك عن هفواتهم ، قال تعالی : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " ثلاث جمل قرآنية موجزة لخصت قانون المعاملات صِلْ من قطع ويستحق بقاءك في دائرتك، تعلق بالله فما تعلق إنسان بإنسان إلا زاده الله مهانة , اقبلْ على العلم، وتنزه عن منازعة الجهلاء والوسطاء و مدعي الثقافة فلا تحمل أوزارهم عنهم ، ولا تبسط له مكانا أو تجالسهم فالمرء مقرون بجليسه فاختر ما يليق بمجلسك فصمتك أجر و ابتعادك حصنٌ منيعٌ وحرزٌ لك فجالس من تأنس به، فصحبته نماء ومحبته ارتقاء و كلامه وقار وما أندر الصادقين في مجتمع ملوث عاطفيا وفكريا , تكبره وقار وتواضعه خضوع ومهانة وصمته ثقل وهموم وتدينه تشدد و تصلب و تربحه نفاق و معاملاته غلظة وقطيعة ونفور و إعراض، فحدودك هي مبادؤك التي تبقيك في منطقة آمنة فلا تتردد في وضع أسسها من أجل علاقات سوية وصحية