بريق الألقاب -----------------------------
لا تمنح الألقاب سدى أو نلقى الكلامَ جُزَافًا متى أصبحنا جِزْفة من الأدب نقف إجلالا للمعلم ونقيم تبجيلا للمخاطب من ذوي العلم و الأدب ,فهم أهل له وأحق به ، لا وزنا لجاه أو سلطان وإن كنا كصائغ المجوهرات الذي يفرز ويقلب لبيان زهيده من نفيسه، ويخرج دنيئه من طيبه، و إذا ما اختلط الحابل بالنابل فلا لوم ولا عتاب لقصور الفهم وعجز في الإدراك . فلا يتزين باللقب من في طبعه وخلقه اللقب ولا يحمله إلا من تحلى و تزين بالحق والفضيلة ويضيف إليه من صفات الأنبياء و أخلاق النبلاء و حسن المآدب و بلاغة الفصحاء وشريعة المتأدبين ولكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت و إذا ما اشتدت وطأة الحياة ومالت النفوس للباطل ، جملتها بالكلمة الطيبة وعرجت بالحكمة المبتغاة .وما بين الترح والفرح والتهليل والتبجيل والذم والحمد، تبرز معادن الناس وأخلاقهم فمنهم من يغريه البريق ومنهن من يتبين أنه حث على أمر محمود يلزمهورسالة سامية ، خص الله بها من عباده الشرفاء .وما بين مانح بدافع المحبة والمودة ، عفيف كريم النفس، وشحيح مقتر لئيم ،نامس للكلمات وغامس، مُنَاظِر للآثامِ صعلوك ، جاهل محاجٍ أَهْوَجُ بآداب الحديث و شخصنة الحوار، وإسقاطه على محاور معينة فحسبه حيث انتهت اليه نفسه ...
وللحديث بقية ....