الربيع العربي
ــإلى أَيِّ حَدٍّ تشابهتِ الرُؤى وتَوَالَت الأحْدَاثُ عَلَيْنَا وما أشبهُ الليلةَ بالبارِحَة يقال يَقْضُمُ الغَنَمُ الرَّبِيعَ الرَّجيعُ، الرَّجْعُ مَا يَنْبُتُ فِي فَصْلِ الرَّبِيعِ مِنْ عُشْبٍ وَكَلأ . ودون الرجوع لأصل الإشتقاق والتسمية للربيع العربي فإن المقصود به ما حدث في البُلْدانِ العَرَبِيَّةِ و سُلوكِ القَطيعِ المتبع herd behavior و هذه الجهالات التي نمارسها بحق أنفسنا، ثورات تندلع في بلد و تتطاير شرراته إلى آخر ، تصب في بلد وتتجرع مرارة لاجئيه بلد آخر، فتعجز كليا علی توفير الحد الأدنی من الاستجابات الإنسانية و من ثم تتزايد الحاجة للدعم الدولی فتتكالب المساعدات بكافة أرديتها ونعيد للتاريخ حقبته " الاستعمارية"" .
معطيات وتحديات هل فكر الناس في أعقابها الوخيمة مدعو الحركات الثورية ومُرَوِّجو الحريات وتأثيرها علی بلداننا العربية ?
حتى أصبحنا وأمسينا في اختلاج فكري واضطراب عقائدي و تفسخ حزبي وتوتر دولي ،ناهيك عن الفقر في الوعي و الإدراك ..شبّ جيل صاعد علی أصوات القذائف و المدافع و ويلات الحروب والنزاع والمشادات والانقسامات العرقية بين الشمال والجنوب واليمين واليسار ....الخ
صار مبدأ النسخ و التناسخ هو المحرك للقطيع و للدمی، فأصبح الفرد يتبع القطيع لحاجته المثلى للأمن والأمان
باتت بلادنا أسواقا مفتوحا تخدم الراعي بكل ما يملكه من تقنيات وأساليب تكنولوجية ونظم معلوماتية ولا مشكلة في صراعنا الدامي وحروبنا وتَقَزَّمنا ما دمنا نغذي . .
أجل إنها ثقافة البلاد الجائعة الذليلة التي لن تنعم بحريتها وتظل حياتها راهنة لما استقدم من الخارج، رحم الله الرئيس معمر القذافي حين قال " لا حرية لشعب يأكل من وراء حدوده " وعند الخوض في مفهوم الحرية فلا حرية مكفولة دون مسؤولية أنت "حر ما لم تضر " عاتق المسؤولية ضروري وحتمي في وحدتنا و رباطنا وحفظنا لشريعتنا و اتباع السنن والمحافظة علی الأصالة و التراث و احترام العادات والأعراف و الأعراق . من قال أن نشر الفوضی و الإباحية وترهيب الناس و التنمر و بث الفتن والشذوذ الفكري حرية للتعبير ، متی وُجدت بلدان أجنبية أو غربية فيها مساس بكيانها أو عبث بأنظمتها أو تعدٍ سافر علی سيادتها وهيبتها, فلا حرية مجبولة للإرهاب أو الفكر المتشدد، "الدين لله و الوطن للجميع" مقولة أدركناها منذ الفطام وثقافة " المع أو ضد " غير مقبولة لا إنسانيا ولا أخلاقيا . علی أي حال تستطيع الثعابين الإنسلاخ من سحْنَتها و تبقی تبث سُمها "
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أول مافعله هو صحيفة المدينة والمؤاخاة والمساواة في الحقوق "
وينسی الإنسان أن القيم والأخلاق في جوهرها قائمة علی تقبل الآخر ، لا علی التقليد الأعمی لثقافات لا تمسنا وأفكار لا تمثلنا و عقائد تخالف شريعتنا ، صدرت الينا في كبسولات زمنية لا تتعدی العقدين وتنسی أن علماءنا المسلمين أضاؤوا عصورا كانت شبيه بالظلام الدامس فقامت بها نهضة قارة كانت تعج بالجهالات والتقوقع وممارسات الشعوذة..
حالنا الان كحال القارة العجوز في عصورها الوسطی .انحطاط فكري وانحدار ثقافي ، وصارت بلادنا ملاذا وأرضا خصبة للمليشيات والقواعد الحربية ، وسجون فكرية و مرجعية متشددة وعقول لا تسع الا لما يمرر لها فتدخلت آخر الصيحات في ملبسنا ومطعمنا ومشربنا و صحتنا ودائنا ودوائنا وتعليمنا وحتی في تثقيفنا حلت الرقمية بدل الورقية، وتستطيع بضغط زر محو حضارة وإلباس حضارة أخری صيحة أخری تليق باللائكية المتشدقة أو الأنوناكية . ..
أصبح ترويج الشائعات والضلالات والترندات ثقافة، ما هذه السماجة التي بتنا عليها ؟! .
خلق الله الخير والشر، وفي المقابل خلق الارداة وأناب العقل عنها للتمييز بينهما.. الحق والباطل ، وبين الفضيلة والرذيلة ، و الخطيئة كما الغفران و التوبة "فما غرك أيها الانسان بربك الكريم ?"
مشاريع تقفز بك خارج حدود الكون فتظن أنه انفجار كوني او انشطار نجمي ، عقول تتلاعب بعقولنا وفكرنا , تشوه عقائدنا وتقفز بك إلا هو أبعد من مخيلتنا وحروب نانوتقنية مصغرة وفيروسية و هيمنة علی العقول لتخرج لنا بأكواد وشرائح ومجسمات وأبعاد حقيقتها غائبة ، صرنا سلعا تجارية ، تعلق في آذانها وأنفوها وألسنتها شرائح وخواتم كما الأنعام .
أين ذهبت عقولكم حين نتعامل مع العوارض علی انها نهاية العالم !!.
فلا كساد بعد اليوم.. حتی الوهم يعلب ويباع في مولات و بماركات عالمية .
الصين والتي يحكمها الحزب الشيوعي و دولة عظمی، غير مسموح لأي مواقع أجنبية فموقع الرسمي"Alibaba علي بابا " هو المعترف به للتداول وللتجارة ال الالكترونية داخل أراضيه
و قريبا روسيا في طريقه لتدشين مواقع خاصة به تفاديا لحروب الكتورنية قادمة.
في حين لو حاولت دولة عربية حماية مؤسساتها ورمزها ونظامها تقام القيامة ، حين تقول اخری التزم بيتك تثار الفئات بحجة الموت جوعا و ربما يعود التاريخ بنا لحادثة الاعتفار ، سبحان الله الكريم أين التوكل عليه ? . اطمئن عندما يصاب الملايين لن تصمد المؤسسات الصحية و الطبية و محتكري الأزمات و تفعل نظرية اكساب المناعة للقطيع التي لن تكتسب الا بالبقاء للأقوی وفي النهاية سنكون أعظم قربان بشري و خططهم الابادية ستنجح و ستشملنا لتفعيل النظام العالمي الجديد . ويبقى السؤال متی تتسع عقولنا و مداركنا و فضولنا وتقفز بنا إلی ما أبعد من حدود الصندوق ؟