الإنسانيةُ المُجَنحةُ  مثلــــــــــــــث خطر....  هويده عبد العزيز

الإنسانيةُ المُجَنحةُ

مثلــــــــــــــث خطر ....

هويدا عبد العزيز 

__________________________________

"من اعتمد الضمير لردة الاعتبار، نال من منال الصغار".*

 عِبارة وَجِيزةاسْتَدْعتْ انتباهي كَتبها الأستاذ" ابومالك كريم " في اِعتمادِ الضّميرِ، لَكِن الخِتامُ كَان مَثار الحيرة و مدعاةَ للفضولِ ، فَكَثيرا  مَا نَسمعُ عَباراتِ " بِلا ضَمير ، وَخْز الضمير، حَيّ الضَّمير ، فالضَّمير في مُجْمَله محصلة القيم والمبادئ المكتسبة  منذ فجر التاريخ وحتی يومنا هذا، ليميِّز بين الحق والباطل والخير والشر .بمعنى آخر الصوت الداخلي والمحرك الذي يدفع الإنسان نحو الهاوية او يَحُثّه طريق الاستقامة والقوة النفسية الرادعة له في مِنْهاجِ الحياة. 

والضمير مشتق  لغويا مِنَ الفِعلِ ضَمَر ، ما تُضمِرُه الأنفس، ويصعُب الوقوفُ عليه. 

ويعتمد الضمير الإنساني علی ما هو فطري وما هو  مكتسب من قيم المجتمع وعقائده وأعرافه والدليل على ذلك ما تمنحه مجتمعات تحرمه مجتمعات اخرى .

- قال "فرويد":

إن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة ،،"الهو، و الأنا، و الأنا الأعلى" 

-" الهو id "وهو المسؤول عن الغرائز والشهوانية و"الأنا ego" والأنا الأعلی'super-ego' الذي اعتبره محفظة القيم والمبادیء . 

إذ أن الشخصيةالسوية تقتضي العمل علی تحقيق الموازنة العامة بين الأنظمة الثلاثة لفهم ديناميكيتها ،كي يحدث التوافق أو التصالح مع الذات و المجتمع.  

فالإنسان بلا ضمير شيطان رجيم يعمل بمبدأ اللذة والاستحواذ دون مراعاة الواقع المجتمعي.

فمجتمع الميم ومضطربي الهوية الجندرية أنموذجا حيا

مألوفة بمجتمعات و شواذ في مجتمعات أخری.

مجتمع يشذ عن فطرته الإنسانية و قائم علی غريرته و حيونته دون وازع يَرْدَعه من ارتكاب السلوك اللافطري  .

و يمثل الأنا الإدراك والتفكير و كل الخوارزم العقلي الواعي وهي منطقة حدودية متنازع عليها بين الهو والأنا العليا .

وفي الأنا العليا يسعي الإنسان للكمال وحسبه الكمال فليس للانسان عِصمة أو وَلي دون الله ، فالملائكة مُنَزَّهه عَنْ كُلِّ خَطَإٍ و معصومة، و في المفاهيم والمصطلحات الفلسفية الشخصية الأفلاطونية اليوتوبية هي شخصية حالمة بعيدة عن الواقع المعاش . وفي العلوم النفسية و الإجتماعية المثالية مرضية طيعة منقادة ضعيفة الثقة بنفسهاو الآخرين تسعی لارضاء الآخرين ونيل تقديرها واحترامها منه، فالله خَصّ الإنسان وكرمه بالارداة الحرة والعزيمة التي لا تنبع الا من خلال تقدير الذات واحترامها والعمل عليها فلا الإنسان مُنزه أو معدوم الضمير .

وإذ ما كان الضمير مجمع المحاكم والميثاق الرفيع، فهو المعتمد الأول فلا يعتمد ولا يستند للضمير إلا الحي منه في ردة الاعتبار وعليه نشأ القانون و التشريع لصون الحقوق وتحقيق العدل والمساواة بين البشر، لمن وقع عليهم الظلم من مُنْتَهِكي الْحُقُوقِ و رد الأمور لمسارها ، وحفظ الكرامة ودفع الضرر ورفع الظلم عن كُبْرَيَاتِ الصغائر فلا تهاون بالحقوق لما أخذ أو انتزع بالقوة ولا الجور علی حساب الآخرين، بدعوی الغاية تبرر الوسيلة! كما ذكر "مكيافيلي"  وما بين المواقف و الأهداف والواقع محاولة استجلاء فلا مثالية مفرطة ولا شيطانية محرضة ولكن لا نطيل الوقوف فما هي

إلا محطات في حياة الإنسان ، فغاية الضمير الانساني الوصول به لأعلی درجات اليقظة و الوعي شريطة ألا تحيله إلی تناقضات صارخة وما السمو والارتقاء منال الصغار ، فلتجزی كل نفس بما كسبت حين تعرف ما لها وما عليها من حقوق و واجبات يعمل بموجبه و مقتضاه الضمير الإنساني .

تم عمل هذا الموقع بواسطة