لكاتبه أ / أحمد سالم الشنقيطي
جرتْ عادةُ المؤرخين والمصنفين القدماء على التأريخ بالليالي؛ لأن الليالي هي أوائل الشهور؛ وحسابُ الأهلة يكونُ بالليالي، والأيامُ تبعٌ لها.
والعربُ تقولُ: (ليلة الجمعة)، و(ليلة السبت)؛ وهي تَعني الليلةَ التي يتبعُها يومُ الجمعة، والليلةَ التي يتبعُها يومُ السبت، فاسْتُغْنِيَ بِذكرِ المتبوعِ عن التابعِ.
واستدَلَّ بعضُ العُلماءِ على ذلك بقوله تعالى:
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}
[الأعراف: 142]، حيث جعل ضربَ الموعدِ، وتحديدَ الميقاتِ بالليالي.
أما نمطُ التأريخ بليالي الشهرِ – عندَ المصنِّفين - فكان على النحو الآتي: يُقالُ في أول ليلةٍ: كُتِبَ لِأوَّلِه، أو لِغُرَّتِه، أو لِمُهَلِّه، أو لِمُستَهَلِّه (يجوزُ حذفُ اللامِ والنصبُ على الظرفية).
وبعدَ ليلةٍ: كُتِبَ لليلةٍ خلتْ منه.
وبعدَ ليلتيْن: كُتِبَ لليلتيْن خلَتا منه.
ومن ثلاثٍ إلى عشرٍ: كُتِبَ لِثلاثِ ليالٍ (إلى عشرٍ) خلَوْن منه.
ومن إحدى عشرةَ إلى خمسَ عشرةَ: كُتِبَ لإحدَى عشرةَ ليلةً (إلى خمسَ عشرة) خلتْ منه.
ومن ستَّ عشرةَ إلى تسعَ عشرةَ: كُتِبَ لأربعَ عشرةَ ليلةً (إلى إحدى عشرةَ) بقِيَتْ منه.
ومِن عشرين إلى ما قبلَ ليلتيْن مِن تمامِ الشهرِ: كُتِبَ لِعشرِ ليالٍ (إلى ثلاثٍ) بقِينَ منه.
وقبلَ ليلتيْن مِن تمامِه: كُتِبَ لليلتيْن بَقِيَتا منه.
وفي آخرِ ليلةٍ: كُتِبَ لِآخرِه، أو لِسَلْخِه، أو لِانْسِلاخِه
(يجوزُ حذفُ اللام والنصبُ على الظرفية).
وإلى ذلك أشار ابنُ مالكٍ رحمه الله في (الكافية الشافية)
بقوله:
وراعِ في تاريـــــــــــــخٍ الليالــــــــيْ ** لِسبْقِــــــــــها بليلــــــــــةِ الهـــــــلالِ
فقُلْ: «خَلَوْن» و«خلَتْ» و«خَلَتــا» ** مِن بعـــــدِ لامٍ خافــــــضٍ ما أُثْبِتـــــا
وفوقَ عشرٍ فَضَّلوا «خلَتْ» علــــى ** «خلوْن»، واعكِسْ في الذي قدْ سَفُلا
و«غُرَّةُ الشهـــرِ»، و«مستهَلُّـــــهُ» ** أوَّلُــــــــه، وهكـــــــــذا «مُهَلُّـــــــهُ» فواحدًا
مِنـــها انصِبَـــنْ بعدَ «كُتِبْ» ** وقُــــل: لِأوَّل لَّيلــــــةٍ مِنْهُ تُصِـــــــبْ وفي انْقِضا
الأكثرِ قالـــوا: «بَقِيَتْ» ** ثُمَّ «بَقِينَ»، كـ«خَلَوْن»، و«خَلَـــتْ» و«سَلْخَه»، قلْ و«انسِلاخَــــه» إذا ** ما آخـــــرًا
عَنَيْــــــتَ، وُقِّيــــتَ الأذَى