لقوله - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:
أيّ الْحَجِّ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْعَجُّ وَالثَّجُّ [حديث شريف]
فالعج: رفع الصوت بالتلبية وباعتدال، وهو مستحب للرجال
عَجَّ إِلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ : ضَجَّ، رَفَعَ صَوْتَهُ
ثَجَّ الْمَاءَ : أَجْرَاهُ، أَسَالَهُ
إسالة الدم والمراد به الذبح ، وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا {النبأ:14}، أي: سيالًا
فالاضطباع في اللغة:هو التأبط والتوشح افتعال من الضبع، وهو وسط العضد، وقيل: الإبط (للمجاورة). ومعنى الاضطباع المأمور به شرعًا: هو التأبط والتوشح أن يُدخل الرجل رداءه الذي يلبسه تحت منكبه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة وهو مستحب في طواف القدوم .
فعن طافَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مُضطبِعًا ببُردٍ أخضرَ أخرجه أبو داود واللفظ له، وابن ماجه
علمنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَناسِكَ الحَجِّ والعُمْرَةِ قَولًا وفِعلًا، فأَبانَ أحكامَ الشَّريعَةِ، ويَسَّرَها لنا. وفي هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم "طَافَ"، أي: بالبيتِ الحرامِ، "مُضْطَبِعًا بِبُرْدٍ أَخْضَرَ"، أي: جَعَلَ طَرَفَ البُرْدِ- وهو نَوْعٌ من الثِّيابِ- تَحت إبْطِ كَتِفِهِ الأَيْمَنِ، بحيثُ يَظهرُ الكَتِفُ الأَيْمَنُ، وجَعَلَ طَرَفَ الثَّوْبِ على كَتِفِهِ الأَيْسَرِ فَيُغَطَّى، وقِيلَ: فائِدةُ ذلك: التَّشجِيعُ والعَوْنُ على الإسراعِ في المشيِ والرَّمَلِ؛ لأنَّ أَوَّلَ ثلاثةِ أشواط يَتِمُّ الإسراعُ فيها.
وفي الحديثِ: الاضْطِباعُ في الطَّوافِ. وفيه: لِبْسُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِثِيابٍ خَضْرَاءَ. قدم الرسول صلى الله عليه وسلم مكة وأهلّ بحجة وعمرة لأربع خلون من ذي الحجة 10هـ بعدما استعمل على المدينة أبا دجانة الساعدي أو سباع الغفاري والله اعلم
المقريزي – الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء و الملوك