عَابـــــــرُ سَبيـــلٌ

وسط ضجيج الفكر روتين يومها المعتاد ،طرقَ الباب غريب، ترددتْ بادئ الأمر ، لا يبدو عليه مظاهر الشقاء أو  الشِّحَاذَةُ ، ملابسه مهندمة ، شَابٌّ فِي مُقْتَبَلِ العُمْرِ نظر إليها متسائلا : ألست...... ؟
أجابت : بلی ... فيم أخدمك ؟!
رد : أتكرمين ضيفك ؟
مظهره و أسلوبه لا ينم عن لؤمٍ أو سوء قالت : تفضل ...
تجمع الصغار وساد صمت غريب حوله ، يتأملون وجه الغريب ، شعرت بالرهبة ، لكن وجود الأطفال و النهار أدخلا علی قلبها الطمأنينة و السكينة .
تناول طعامه ، وضعت بيده ما قدر لها من مال ، شكرها و عندما هَمّ بالانصراف ناولها بحذر سرة صغيرة قائلا : هَيْتَ لك ...
قالت : ما لي و الفلاحة ؟!
أنا مربية ...ضرب بكلماتها عرض الحائط محذراً من إهمالها و شدّ الرحال عن الخــــان ، لم تعرف يومها كيف تبدأ الغراس و لا متى ؟!
 منذاك العصر قرأتْ ، التهمتْ الموسوعات و الكتب بحثا عن الكيفية و النوعية ، بحثتْ عن إبرة في كومة قش ،لكنها لم تبتأس...  نَثَرْتُ  البذور  في الأرض ، نفثتها في الهواء ، وضعتها بالمـــاء ، حتى اشتدّ عُودها ، كبرتْ و ازدهرتْ . كلما تتبعتْ النور ، مددتْ يدها لتقطف زهرة أو ثمرة ، سُر قلبها  

"كسر من رأی في عين الخليفة المعتصم ، مازالت تبوح به لنفسها  تترقب قدومه، وما زالت مدينة له بالكثير      ....

هويده عبد العزيز 

تم عمل هذا الموقع بواسطة