قصص قصيرة جدا

-----------------------------

 1- زلة لسان

 ياسمين ...نداء يجلجل غفوتها ،يصيب سهم النجوى مسمعها ، هُنَيْهَةً،توقد الغيرة جذوة الشك، لاتهدأ همهمات ثورتها تتعالى الصرخات موتا ،لتحيا من خلف حطام مرآة محطمة....

 أنا الياسمين .

 -----------------------------------------

 2-    اعتراف

 بعد قرابة عشر سنوات ، لا أملك من شوقي إلاالذكريات ،شغوفة به ،منبهرة بحناياه..يحاورني

 أصابتي طلقات تيه الحداثة ، الملل المتخم على وجوه كتابات البشر ،الآن فقط اعترف أنه الأجمل والأرقى والأصدق بين رفوف العمر ؛كتاب .

 ------------------------------------------------- 

3-  جَنَاح

 بين ذكرى وأغنية ،اِلْتَقَاهَا رسول ( سواح ) على جمر المشاعر المتقدة ، تتراقص مع شدو الريح ،أمِلَ اقتلاعَ الأشواك حولها خشية الأيدي الناعمة ؛ بعثرها ،نزف عطرها ....

-----------------------------------------

4- مضاربة

 عند طاولة السيطرة...تتضارب كؤوس ساخرة ،ليل مترف ، جدول أعمال ممتليء بشراهة

 الأسبوع الأول جولة شرق اسيوية ،والثاني العديد من المؤتمرات تعالج قضايا المرأة ،والثالث ورش عمل ..

 قاطعت حديثه : لاتقلق الرابع لدي مضاربات تستهدف كل الأعمال الخاسرة طويلة الأمد ..

 ----------------------------------- 

5- كينونة

 منذ الميلاد ،الأبواب والنوافذ مشرعة على الفقد ، يقولون أَنَّى ولدت بخمس اصبع وعينين وقلب ،اتفقد الباب ما من أثر لجروح حاولت جاهدة السعي، انتزعوا كل مفاتيحي ، خلعوني بالغش جعلوني عار الا من حقيقة... أني دمية.

 -----------------------------------

 6-   حُجّة

 حين نعق الرعاة، امتعض الغراب ،ْفكل مُقْبِل مُدْبِر  ؛ إِلا أرْض لا يطير عنها غرابها.

 ---------------------------------- 

7-        بَعْثٌ

 رَجَمَوا الطيبة بظنونهم، علقوها على مِقَصلةِ الشُّرورِ ،رمقتهم مبتسمة، كلما نسوها؛ تذكروا نظرة المختار .

 -----------------------------------

8- جُنحة

 دارت حوله كاميرات المراقبة ،حينما حرر الشرطي المحضر علل فعله الفاضح بأن المراحيض العامة لا تصلح للاستخدام الآدمي .

 --------------------------------

 9- لوم

 قالت العرافة يوما ليجتمع العرب ويتوحدوا عليهم أن يقوموا باحضار كبش فداء عظيم أمام الطاولة المستديرة ، تجمع الأخوة وقرورا الزج ليس بصغيرهم كما فعل أخوة يوسف اليوم بكبيرهم فالهدف الأكبر يقتضى تضحية عظيمة .

---------------------------------------

 10- باسم الهوية

 تطوعت طوال عمري وشاركت في حروب كثر، مفاوضات سلام كان وهمي الأحق أن أنقذ العالم من براثن الوحدةو الفتنة، صرت كاللعبة الممزقة لاتملك من أمرها شيئا؛ أخيرا عدت إلى دياري لأقول للجميع كش ملك ..

 ------------------------------------

11- مُسَاجَلَة ..

 أصرّتْ أن تحضر، حاولتُ ردعَها، اندفعتْ مخلّفة وراءها حمماً من نار، تعمدتْ خدشَ الكبرياء، فانزلقتْ تكوي شقوقاً تصدعتْ من لهيب الخذلان.

 ----------------------------------------

12- دناءة......

 عكست أضواء الشهرة رؤياها ؛ عششت بجدار الإشاعات ، نسجت خيوطها حوله ، أثر اقتفاء أثره التصقا بشباكها؛ الخُنفَس والفراشة التي كانت تلوذ بالفرار منه .

 ------------------------------------------

13-رغبة ملحة

 بعد عدة محاولات ، دعيت إلى مالذ وطاب من فنون المآدب جلست تتأمل الأقلام الشرهة،سقطت أمامها فكرة كان يتناولها كاتب انزلقت منه، من هول المشهد ،تذكرت إصابتها بتخمة المجاملات.

 --------------------------------------------

14 - محاكاة

 النقطة التي رفعت عن حروف الهجاء و أسقط شرعيتها أبناء بلدها للتخفيف من ثقل اللغة، ، في أول لقاء جمعهما ألقتها على مسامعه بغنج ودلال ، شكلها مطالبا ضمها *كذا* سقطت في حبه .

 --------------------------------------------

15- متلازمة

 مما لاشك اننا نعاني بشكل أو بآخر من ضعف الإنتاجية في جوهر الإبداع و الإبتكار ،ومن ثم كلما وضعت خطة تنموية أصابها سهم الاستحمار . .

 ----------------------------------------

 16- رهينة

 المرأة التي تربعت علي عرش الأوفياء ،وبجل التاريخ لياليها لألف عام .. لم تنج في الليلة الألف كما خيل لمعشر الرجال فمنذ الوهلة الأولى استسلمت لسيف الوقت ،يشق عنقها حين كانت ترتقب العدالة والرحمة لبقية جنسها .

 ------------------------------------------

17- انتظريني ......

 وَرَاء نوافذ التَرَقُّب ثمة تَكَهُّنات عهر ، لا تمل تَأْلِيب مريدها ،وحده الفراغ  يتملكها  حتى إذا جاء سائلا  :ما أَمدُك ؟

  قالت ؛ الموت حلم لا تغريه الحياة .

 -----------------------------------------------

18-  على قيد الحياة

 منذ فارق حياتها، فارقتها الروح ، يا فجيعة الفؤاد , كيف تبكي الحياة حياة ، تبكي الحياة الموت

 والموت ينام بزخم الحياة .

 ---------------------------------------------------

19- نزع

 غمد ، منذ  انتزع  نسله ، نازعها شك و يقين ،مد النظر  طالعت الرحمة عينها   ،  هيهات ....

 أن تسأل بأي ذنب قتلت !!! حين كانت تحفها  البراءة صاح  الصمت صارخا   : ذنب الدهشة التي  ولدت بعين الأبرياء .

 -----------------------------------------------------------

 20- تيسير البكري

 استيقظتْ الْوزارة على خبرِ تعيين المسؤول الجديد ( مساعد أول الوزير )

 أمام سيادة المعالي ،اصطف كبار القادة ، لتصعقهم المفاجأة ، وقع أقدام الكعب العالي والعطر الممزوج بخمرة الأنوثة

 الوزير: على مايبدو سيدتي أن هناك خطأ وارد في مظروف التعيينِ

 استجمعتْ قوَاها ،محدثة الفوضى في ما باليد من أوراقِ.......

 تابعت الحديثَ : أتقصدُ سيدي أني لن أعين لخطأ بالاسم أم لأن تلك الوزارة مازالت عَصية على تاءِ التأنيثِ زمجر أمامها السبب الثاني

 بكل ثقةِ و هدوءِ قاتل . أيحق لي استعمال الهاتف؟! .نعم:بالتأكيد

 يتصدر القلق مشهد اللحظات الأخيرة , ليعلن تسلمها المنصب بأثر رجعي من سيادة الأعلى مقاما ...........

 تنويه الأسماء أَعْلام من خيال.

 -------------------------------------------------------

21- الحرباء

 جلست القرفصاءَ، كأَصْردِ فرَّ من عَينِ الحِرْباء ، جالستها تَمْتَمت ببضع كلمات غير مفهومة ...

يالهذه الحرباء؟! كانت تندب حظها في أولادها و زوجاتهم ، وَلْوَلَة مخنوقة تعتريها

 ، سألتها : لم ناديتها بالحرباء ؟ و لم نر منها إلا الخير و تقوم بخدمتك دون كلل أوملل ...

و أنت تتحامليين عليها بكل ما أوتيت من قوة ... ردت : و هي أأريت بنيتي ؟!

  كيف جعلتك في صفها ، تدافعين عنها ، ...قلت : و هل الحرباء سيئة جدتي ؟ فقط هي تكيفت مع الجميع في محيطها و تعاملت معهم قدر فهمها للأمور و إلا لما استطاعت العيش آلاف السنين ... حِيْنئذٍ دخلت زوجة أبي بوجهها البشوش ...

أنت لم تتناولي طعامك أمي منذ الصباح ، ابتسمت لها : أريت ؟!

 بعض الظن إثم قبلتني مبتسمة ... و أنت اليقين الجميل بحسن ظنك .

 --------------------------------------------------------------

22- بقلة الكرم

  جرت العادة جلب أطيب و أنضج الثمار بأسعار لابأس بها _ من بقالية الحي _ ترضيني و ترضي معظم الزبائن من الجيران ، ربما أقل من السوق المحلي و الذي في الأغلب لا يبيع إلا البائت منها .  أقوم بفرزها و غسلها و تعليبها و حفظها لوقت الحاجة ، خاصة أني من تلك النُسْوَة العاملات اللواتي لا يملكن وقتهن .وسط ضجيج الفكر و يومي المعتاد ، دَقَّ الباب غريب ، ترددت في بادئ الأمر ، لا يبدو عليه مظاهر الشقاء أو  الشِّحَاذَةُ ، ملابسه مهندمة ، شَابٌّ فِي مُقْتَبَلِ العُمْرِ نظر لي متسائلا : هل أنت ...... ؟

 قلت : أجل ... فيم أخدمك ؟! 

 رد  : أتكرمين ضيفك ؟ كان كلامه لا ينم عن لؤمٍ أو سوء  قلت : تفضل ...

تجمع الأطفال حوله يتأملون وجهه الغريب ، ساد الصمت ، كنت أشعر بالرهبة لكن وجود الأطفال و النهار أدخلا لقلبي الطمأنينة و السكينة . تناول طعامه ، وضعت بيده ما قدر لي من مال ، شكرني  و عندما هَمّ بالانصراف وضع بيدي بذورا ، قال : هَيْتَ لك ... قلت : ما لي  و الفلاحة ؟! أنا معلمة ...

ضرب  بكلماتي عرض الحائط محذراً من إهمالها و شد الرحال ، لم أكن أعرف يومها من أين ابدأ و لا متى ؟! منذ ذاك اليوم قرأت ، التهمت الموسوعات و الكتب بحثا عن الكيفية و النوعية ، لم يكن لي مصدر معين كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ،  نَثَرْتُ  البذور  في الأرض ، نفثتها في الهواء ، وضعتهابالماء ، حتى اشتد عودها و كبرت و ازدهرت . كلما تتبعت النور ، مددت يدي لأقطف زهرة من زهراتها ، سر قلبي ، و بيني و بينه أترقب قدوم عابرَ سبيلٍ يأتي  ، ما زلت مدينه له بالكثير   ....

 ---------------------------------------------------

     23 - جَزَاءٌ

 أَجَادَ الْعَزْفَ على مَشاعِرها، فلما نَفَثَتْ سُمّها؛ أطْلق عليها أفعى ...

---------------------------------------------------

24- عابرو الحياة

كانت الحرب تضع أوزارها ، في المحطة جلست بين رهبة الترقب و طول الأمل ، ساعات الغروب تطلق صفارتها الأخيرة معلنة قدوم الغائب ، لتنطلق صرخة مدوية تسقط كل حمائم السلام ،أثر خبر انفجارحلمها في طريق العودة . 



 

تم عمل هذا الموقع بواسطة