طوبى للغرباء (٣)
انتشر خبر مجيء الغرباء إلى مملكة جنيات الفراشة وشاعت أخبارهم ، كما النجوم في ليل معتم ، حتى وصل الخبر إلى الملكة الأم التي سارعت إلى استقبالهم وأعربت عن بالغ
سعادتها و خالص ودها وشكرها لمن مد يد العناية إلى ابنتها التي طال غيابها حتى كاد القلق يودي بحياتها ...
بدأت مراسم الاحتفال و الترحيب بالغرباء الذين نزلوا في ضيافتها .
وتقدم موكب الملكة الأم ،و الأميرة و الصديقان يحيط بهم حرس الشرف من الفراش ذوالأجنحة الزرقاء ...
أما الفراش ذو الأجنحة الخضراء فقد نثر الزهور
وقدمت الصفراء الهدايا لرعايا الملكة هبة من أجل عودة ونجاة الأميرة
أما النحاسية فقد دفع الفقاعات كألعاب نارية حتى تتلاشت في الأفق .
وَقَفَ الهر حَائِراً أَمَامَ هذا العالم الغريب العجيب ، كانت
الفراشات قد تشابهت عليه ،حتى إلتبس الأمر واتسم بالغموض ..
الطريق إلى القصر طويل ، و جدار اللحاء من الداخل قد انكشف عن امبراطورية عطرية حلوة المذاق ، كأنها أجواء حلم نقشت عجائبه لغة الفراشات و تاريخها الوردي ببهجة الماضي العتيق ، وصراعها البالي مع عتاق الطيور والبشر ..
الطرق تتشعب ، كأنها مجارِِ تدفقت
إلى نهر مستغاس من رحيق الأزهار والزنابق ..
نهايته درج طويل امتد إلى اللسماء، و في أعلاه بني القصر الملكي الذي يشبه ُتويجة الزهرة .
لاحظت الجنية الفراشة ملامح الحيرة على محيا الهر .
حول المائدة إجتمع الهر والزرزور ، وتناولا
أجود وأفخر الأطعمة ،و حيكت لهما ملابس حريرية ربيعية ،تحمل بهجة الفراشات ورقتها تعبيرا عن صدق محبتهم.
وعندما مالت الشمس للمغيب ،استأذن الهر وصاحبه لأخد قسط من الراحة بعد عناء السفر .
في غرفة الضيافة شعر الهر بالراحة بعدما أدّى مُهِمَّتَه على أكمل وجه ،
وظل في الشرفة يودع الغروب حتى اختفى وراء الأفق ..
كانت لحظات كفيلة بإيقاظ الحنين ، حين قطعت الأميرة السكون :
- هل تشتاق إلى وطنك ؟!
- ليتك تعيش معنا إلى الأبد ، صديقي النبيل ..
- مازالوا بحاجة إلي يا صديقتي
_ما أن تنتهى ضيافتك، حتى تبدأ رحلتي إلى الديار ...
في الصباح تَبْيينت الأميرة غياب الساحر الليلكي ، كيف لم تشعر بغيابه .
ويتبع