طوبى للغرباء .....
قصة موجهة للأطفال
فوق الثانية عشر
للقاصة // هويدا عبد العزيز
الجزء الأول
على أطراف الغابة البعيدة ،تأَهَّبت جنيات الفراشات
لكرنفال الشتاء،و قبل أن ينكسر الضَّوءُ كان عليهن أن يشحنّ بَلوَرَهن، لتمنحنهن الضوء، والدفء
فقد خفن شتاء شره مستطيرا .
- ما أجمل البهجة يا صديقاتي !
وما أطيب الرحيق حين تنتثرن كأمنيات
على ضفاف الرؤى ، يتراءى للبشر أن شعور الحب
لا يغدو عابرا بعد جهد وبلاء ....
طوبى ..لكُن ، وحُسن مآب
- لقد رُزقنا أرضاً طيبة وريحاً طيبة..
كانت أميرة جنيات الفراشات تلقي خطابها بروح راضية محبة، ونفس عفيفة، تبعث في نفوس الأخريات الطيب .
وسط الكرنفال أدت بعضهن رقصات سحرية ، وتحلقت أخريات بخفة كأنهن سيمياء لألوان الطيف تؤوب مع أشعة الشمس و تعود منها ببلورات ممتلئة بالنور ..
- املأن الدلاء من صبابات الندى ...
حتى يغاس منها إكسير الحياة شرابا طيبا
- لقد سمعت أن البشر يجوبون الأرض بحثا عن إكسير الحياة
.. كذا همست إحداهن
- لا بأس يا عزيزتي فالأحياء جميعهم يأملون الحياة الأبدية ويسعون إليها، لكنه الطيب الذي أحله الله لنا لنعمر قليلا عن البشر و حتما
سنموت عاجلا أم آجلا ...
ويبقى وجه الله النور وحده يعمر الكون الفسيح .
على حين غرة أظلمت السماء.. لم تكن دُجْنَة الليل
بل توالت هجرات الكَواسِر من البوم ،والصقور ،والنسور، والعِقْبان والغربان ....
- اختبئن بسرعة .... سيحطموكن
- هكذا صاحت بصوتٍ عال ٍمحذرة .
السحاب الأسود شكلها أسراب طيور
..فـتفرقن .. كل واحدة تحاول أن تجد الملاذ ...
وبقيت الأميرة المقاتلة تراقب لتطمئن عليهن ، ولكن عندما هاجم الفراشات أحد النسور ، شتتها فحلقت بعيدا عن الأنظار حتی بلَغت قُذْفَةَ الغاب ..
دب الرعب في أوصالها ،حاولت الفرار لكنها التصقت بشبكة عنكبوت ، وبلا جدوى ..كانت أي محاولة هي إستجداء قاتل ..
كلما حاولت تحرير نفسها أخفقت
و زادت الشبكة من قبضتها .. رقَّ قلْبُهُا لضعف ِحالِهِا.
- لاتتَعَجَّلَ قَطْفَ الفَاكِهة .
هكذا تحدثت إلى حفار ساق التفاح ، تلك الفراشة العثة المغرورة كانت أجنحتها تومض عند انتقالها من شجرة إلى أخرى.
- هل يمكنك سحبي من الشبكة صديقتي ؟!
- هل جننت ؟!
تريدين قتلي أيتها الفراشة البائسة ، أليس كذلك؟!
وحينما كانت تصرخ سقطت هي والتفاحة إلى الأرض .
شعرت الجنية الأميرة بالأسى والحزن.. بات الموت المحتم يلتهم صدرها ...
بعد ساعات شق السكون مواء هر
ساقه الله إليها ، وعندما سمع تنهيدة صدرها ..
حررها ، و مسح عنها خيوط الشباك العالقة برقة ، بعدما خدش جزءاًمن جناحها .
-لا تجزعي صديقتي : قال الهر النبيل
ويتبع ....
هويدا