إكسوسيتيديا
أنْ أغادرَ هذا الصندوقَ جُلَّ ما أخشاه !
ومع ذلك صارَ واقعًا
بكاملِ وعيهِ؛ غدرَ بي ، ولا أدري أرحمةً بي؟
أَمْ شفقةْ.؟
لقد أبْرأَ ضميرَهُ وأراحهُ وفكَ أسري ...
أُدْرِكُ أَني قطرةٌ ، باتتْ مع الأيامِ كجسمٍ جليديٍ فضائيٍ
حجمهُ يتغيرُ ، عقله لم يعدُ يتسعُ و يتسربلُ من بين يديهِ الحانيتين، هذا ما لم يستوعبه ..
لم أتقنْ يومًا التفكيرَ خارجَ الصندوقِ
كانت رعايتُهُ ، وحبهُ وحنانهُ عالمي .
وماذا تعني الحرية ؟! ..
في صندوقي هي أشبهُ ما تكونُ بعوالقٍ تثيرُ فضولى رُغمًا عني ولا تشغلني .
كان مرتكزًا على صمتهِ طيلةَ الوقت ، إلى أن تعاظمَ حُكْمُهُ فجأةً بالنفي و باءَتْ كلُّ محاولةٍ للاستجداءِ بالفشل
- أَعِدُكَ سأكتفي بالصندوق ...
لقد أصرَ على عنادهِ؛ تعاليهِ هذه المرة ورحل ..
وما زالتْ صدى كلماتهِ الأخيرةِ
: هنا متنفسك أدرك أنهُ مخيفٌ ،لكنكِ مُهيَّأةٌ للتأقلُمِ معه هنا يبدأ العالمُ الذي انتهى اليه الاخرين .
يُحدِِّقُ البرُ للبحرِ من هذهِ الزاويةِ المفردةِ ، يتحدثُ الكونُ الصغيرُ
بصَدَفاتهِ و صُدْفاتهْ... و دوَّاماتهِ المستديرةِ التي ظلتْ تتسعُ؛
تعلو الأمواجَ وتهبطُ تارةً؛ قلقةً
؛ومضطربةً ، وسويعاتٍ أُخرى مشرقةً وهادئةْ،
أتقدمُ خطوةً وأعودُ خطواتٍ للخلفِ.
، أَسْبَحُ؛ أغرقُ؛ أطفو؛ أتعلقُ بالخيال ..
شيئًا ما يفقدُ التوازنَ ...
لقد تلاشى كليًا ، لكن طيفَهُ ما زالَ مرتكزًا
على خوفي يحثُ؛ يشدُ؛ يدفعْ.
وودتُ لو أصرخُ لا شيءُ هنا يدعو للاستكشافِ
لاشيءٌ إلا أن تحافظَ على رِباطةِ جَأْشِكَ وهدوئك.
في هذه الزاويةِ المغمورةِ والمحصورةِ ،
لا سبيلُ للنجاةِ،
سوى أنْ تُحْجِمَ أفواهَهم، تتحيرُ كيف لقطعةٍ ملساءٍ؟
أنْ تتشكلَ؛ لتصيرَ أفعى …!
لا شيءُ يُخَلِّصُكَ من خطرِها الداهمِ ، سوى أن تحفظَ نفسَكْ .
في هذا الجزءِ المجهولِ من العالمِ ، تدهشُكَ عقربيّاتُهُ المخمليةُ؛ كل حروفِ الضادِ أمامَ حسنِها عاجزةً عن الوصفِ إلى أنْ يَنْقَضَ عليها حَبَّارٌ مفتولُ العضلاتِ يبرزُ محبرَهُ و تناقضاتِه ، وأساليبَهُ البلاغيةِ في القتالِ
فيفصلُ الصورةَ عن المعنى؛ والجسدَ عن الروحِ ،
وربما تلمحُ وبأقلِ مجهودٍ؛ وتقصيرًا للمسافاتِ حوتًا يبتلعُ نصفَ المحيطِ ظنًا منهُ بأنهُ السيدُ وقد يظنُ السيدُ أن العوالقَ تُعِيْقُ عالمَهُ ، عالمَه الذي ينبغي له أنْ يحافظَ على نقائهِ وجودتِه .
هل يقشعرُ بدنُكَ لرؤيةِ الدمِ المسفوكِ
يتوغلُ؛ يتمدد …؟!
هذا فيلمُ الرعبِ الوحيدِ الذي يفرضُ نفسَهُ دون (كومبارس)؛ (مونتاج)؛ المشهدِ فيهِ حياة .
كل من فيه أخذَ دورَ البطولةِ وحققَ من البؤسِ ما لم يحققْهُ غيره .
و لا ألومُ من ينتحرَ غيظًا أو يدفنَ رأسَهُ في الرمالِ حِقْنًا للدماءِ .
أَدْرِكُ أنَّ الارداةَ وحدها ما لم تَكُنْ يومًا الدافعِ للتغيرِ ،
أحيانًا تكون التسليمَ والخضوعَ لكلِّ ما هو حتمي وقدري وأن إرادة الله فوق الجميع .
#هويدا_عبد_العزيز