• دُعاءُ الكروانِ

اِبقِ أبِدَ الآبِدِينَ مُخَلَّدًا فِي قَلبي ،

كما نقشَ الزُّهادُ محبتَهم في زُمَرِ الليالي

تعالَ .. لأُنبئُكَ عن تَأْوِيلِ ألفِ ليلةٍ و حِكَايةٍ

لم أحيها بَعِد !...

في شَوَارِدِكَ العجيبةِ و شطحاتِك الغريبةِ

لأقصَّ عليهم بعضًا من

سَجَايَاك الفريدةِ و فرائدِكَ الطريفةِ البعيدةِ المرامِ.

أَحْكِي لهم عن كلِّ شَاردةٍ و وَاردةٍ،

قلَّ أو كَثُرَ راوُوها

لا أَمْلِكُ ذاكِرَةً مَحْضةً تَشْتَهِي الخَلاَصَ.

وتَشهدُ بَراءتُها التخلي..

أيها الآبقُ، دَعْ عنَّا كلَّ ما يُرِيبُكَ .

من تأويلِ الأعاجيبِ ، وطلاسمِ المكاتيبِ

فكلِّ أُعجوبةٍ متفردةٍ بذاتِها، مأخوذةٍ بجمالِها

أني تيقَّنتُ بأعجوبتكَ

في عوالمِ قلبي قبلَ مجيئكَ

، فمدارُ الحالمِ لو رُسمَ، لأَرَّختْ أمانيَهُ

مآقي العيونِ و فاضتْ بمكنونِها الجفونُ،

فبعضُ الرؤى تتفجرُ كالماءِ في الأصلافِ

فنبصرُهُ ملْءَ العيونِ وبعضُها يناجيكَ سرُّها

كالأطيارِ في الأسحارِ، فسُبحانَ من أفضى لها بِسِرِّ الأكوانِ

وسِفر ِالإصباحِ و دوحةِ الأذكارِ و روحةِ الأشعارِ.

خبِّرْنِي عن تواردِ واردٍ لأردَّ به نمقَ الأحاديثِ،

فلا مَِـراءٌ يحجبُ الناظرَ، رُبَّ شَهيةٍ أفسدَ مطلبَها التمني، أيها المتفردُ بعِبايةِ الليلِ، أيُّ عُرسٍ تُقيمُهُ الريحُ

في محافلِ السُّهادِ، و ينثرُ رحيقَهُ السهرُ،

فيترجِمُهُ الصمتُ إشراقًا

أيها المترفِّـعُ عن سياقِ الكلام ككوكب دري

اِسَرِّ إليَّ ببعضِ الحديثِ، أيها المقيمُ في قلبي؛

المُرْتَحِلُ على فمِ القصيدِ ...الماكثُ غيرَ بعيدٍ .

الَمــنــزوي بــعــيــدًا

كَكُلِّ مساءٍ؛

المُحتجبُ في روشنِ الكلماتِ كلحنٍ سرمديٍّ

أُحِـبُّكَ.

تم عمل هذا الموقع بواسطة