- تماه على جدار الأبجدية
١-
ها أنت أعلنت الخوف ، رأيتك وقلاع الصمت المحصنة تتهاوى في زخم الشتات لم تصمد، هُزمت أمام جيوش وجعك، ووجهتك اللامعلومة استُبيحتْ لاآتها.. وقتما كان يهبُّ لنجدتك،
كاد الخوف يبتلعك على مرأى من الحقيقة.
ماذا كنت تنتظرين ؟!
أن يتمم فصول الوجع الأخير .
٢-
يا له من قدرٍ !!
أبتْ كل محاولاته إلا أن تَسكُن ضفاف حلمك وتَهبك الحياة، وفجأة تعتذر عن حجمِ الخواء الذي حاصرك، تأسف عن أخطاء لم يرتكبها ،الوجع الذي لم يؤسس حصونه... على جناح السرعة، لملم حظك المبعثر وامضى به بعيدا...
٣-
كأي توأم كأي ميلاد متعثر بين هنيهات الزمن يجئ ويذهب بين حلم وحنين،
أفسد كل ما رُتب من آهاتك المجنونة
في مخاض الكلمات وابعثها كضربات همجية في رحم المساء تعلن عن قدومه الأنوار، وبحجم سعادتكما المشردة على شواطئ الحنين ركضتما بلا مستقر .
٤-
أيها القدر ..
بلا جُودي نشق عبابك والبعض منا يأمل، الكل متعبون من اللا شيء وهذا التعب لو مُنح فسحة أمل دون أن
تمتحنه لهانت عثراته كأي لاجئ بلا مأوى، دفعته الريح وأنهكته، لازلت أغرد لوطني وأرسم له شوقا من كلمات
على غبش ... أحبك.. آواه يا قدري الجميل لو منحتنا الحياة فرصة حق تقرير المصير.
٥-
ما زلنا...
تحت الإقامة الجبرية نرتشف دموعنا بنكهة قلوية صبح مساء.. ومن خلف الجريدة، والزمن المطبق على نافذتي
يحثكِ على التأهب...
أيها الطائر افرد جناحيك وحطم أغلال الوهم المُوثق بها والمنسوب اليها بلا جدوى.
امنح الضوء الأخضر شارة العبور لحلمك دون أن يُرعبه فكرة صدام المجهول .
٦-
ما زال طفلي يَرتجف وأضمه ولا أعلم لما الألم ؟! أشفق على أنفسنا من السطور من الحضور الغائب ببث الحين
لنموت على أثره سنين نراقب ونرتقب في ضياعنا شيء من لذة الانتشاء.
٧-
كنقطة صفراء أخيرا عدت.. من مشرق الكلمات كذا أخبرني صديقي أن الوهم بات في مرآيا الحقيقة صورة طبق الأصل ...
٨-
لولا اقتراب المساء من الأزرق لأخبرتك يا غيمتي عن ألف حكاية راودتني من ياسمين.. لولا اقتراب الخنجر من الجرح لأخبرتك عن تفاحة سقطت عن شكيمتي فدسستها لحين لقاء
ولولا اقتراب الصمت من نافذتي لأخبرتك عن ألف عناق ودّ لو أقتحم نشيج صدرك.. لولا لم تنشق عن الجدار والكلمات والأشجار والطيور أنات الناي لما تحولتْ لأوتار عشق تناجي حناياك.. أين الموسيقی ؟! ...
لأغزلها مقطوعات شعرية بين أروقة روحك.. أين النسيم ؟! لأتنفسه والأمل لأهديك إياه يا ليلي المتعب كل ما جادت به النجوم من نور يخبرني أن
أسير بلا خوف لكن العبث المحكم
يخبرني أنه لم يحن بعد.. يقينا أني سأمضي متعافية نحو السطر الأخير.