الشعر المرسل هو نوع من الشعر الذي لا يلتزم بالقافية، لكنه يحافظ على الوزن. بمعنى آخر، هو شعر موزون لكن غير مقفى. يُعدّ هذا الأسلوب شكلاً وسيطًا بين الشعر التقليدي المقفى والشعر الحر الذي يتخلص من القيود التقليدية تمامًا.
خصائص الشعر المرسل:
- الوزن: الشعر المرسل يلتزم بالوزن الشعري (بحر من بحور الشعر المعروفة)، لكنه يتخلص من القافية في نهاية الأبيات.
- غياب القافية: القافية التي كانت جزءًا أساسيًا في الشعر التقليدي (الشعر العمودي) تصبح غير ضرورية في الشعر المرسل.
- الحرية في التعبير: عدم الالتزام بالقافية يعطي الشاعر حرية أكبر في التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل أكثر مرونة ودون التقييد بإيجاد قافية مناسبة.
- استخدام الجمل المتتابعة: يمكن أن يحتوي الشعر المرسل على جمل شعرية طويلة أو قصيرة دون التقييد بتطابق الطول بين الأبيات.
تطور الشعر المرسل:
- ظهر هذا النوع في الأدب العربي متأثرًا بالشعر الغربي، وخاصة في بدايات القرن العشرين، مع حركة التجديد في الشعر العربي.
- كان أحمد شوقي وإبراهيم ناجي من أوائل الشعراء الذين استخدموا الشعر المرسل في العربية.
أهمية الشعر المرسل:
- يتيح للشعراء الابتعاد عن التقاليد الشعرية الصارمة التي تتطلب قافية موحدة، مما يمنحهم مساحة أوسع للتعبير عن مواضيع حديثة ومعاصرة.
- يساعد في تحقيق انسيابية في النص الشعري، حيث يمكن للشاعر أن ينقل أفكاره دون التوقف عند نهاية كل بيت بسبب القافية.
مثال على الشعر المرسل:
يمكن للشعر المرسل أن يبدو هكذا:
يسيرُ الليلُ وحيدًا
وتتبعهُ نجومُ الصمتِ
حيثُ لا أثرَ للكلماتِ
ولا قيدَ للوقتِ في انتظارِ الصباح
هنا نلاحظ أن الأبيات موزونة، لكن لا يوجد التزام بالقافية في نهاية الأبيات.
الفارق بين الشعر المرسل والشعر الحر:
- الشعر المرسل يلتزم بالوزن الشعري التقليدي ولكنه يتخلى عن القافية.
- الشعر الحر قد يتخلى عن الوزن والقافية معًا، مما يجعله أكثر تحررًا ومرونة.
باختصار، الشعر المرسل يقدم للشاعر إطارًا يجمع بين الحفاظ على الجرس الموسيقي للنص والتخلص من القافية، مما يجعله وسيلة تعبيرية متوازنة بين التقليد والحداثة.